كشف محمد البشير الراشدي، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، أن الشباب هم الفئة الأقل ثقة في المؤسسات، والأكثر انتقادًا للسياسات العمومية، التي يعتبرونها غير جادة في مكافحة الفساد.
وأوضح الراشدي، خلال مداخلته في ندوة وطنية حول “الالتزام المواطن والمساهمة في تدبير الشأن العام ومكافحة الفساد”، يوم الأربعاء 5 فبراير 2025، أن المؤشرات المتعلقة بقياس الثقة تكشف ليس فقط عن عجز في مستوى هذه الثقة، بل عن تراجع مستمر، يشمل مختلف المؤسسات العمومية وغير العمومية.
ورغم اهتزاز الثقة، أكد الراشدي أن نحو نصف المغاربة يؤمنون بقدرتهم على التأثير في مكافحة الفساد من خلال الانخراط والمشاركة، وهو ما يستدعي، وفق قوله، العمل على استعادة ثقة المواطنين في مؤسساتهم.
ولتحليل الوضع، أطلقت الهيئة دراسة “باروميتر الثقة”، حيث سيتم نشر أول نسخة منها بحلول منتصف العام الجاري، على أن يتم تحيينها كل سنتين.
وشدد الراشدي على أن تعزيز التزام المواطنين يتطلب مشهدًا سياسيًا قائمًا على التنافس النزيه، يفرز مؤسسات تمثيلية قوية قادرة على تنفيذ البرامج التنموية وتلبية تطلعات المواطنين. وأكد أن تخليق الممارسة السياسية يظل شرطًا أساسيًا، مما يستوجب إدراج مكافحة الفساد السياسي والانتخابي ضمن الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد.
كما أشار إلى أهمية وعي المواطنين بدورهم في بناء مجتمع المستقبل، داعيًا إلى التصدي لمخاطر الفساد وتأثيره السلبي على استقرار وتماسك المجتمع.