سجلت أسعار الحبوب صباح الخميس، مستويات قياسية في جلسات التداول في السوق الأوروبية، وبلغ سعر القمح مستوى غير مسبوق إطلاقًا مع 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة “يورونكست” التي تدير عددًا من البورصات الأوروبية، حيث ارتفعت بشكل كبير أسعار القمح والذرة إذ تشكل أوكرانيا رابع مصدّر لهما عالميًا، منذ افتتاح جلسات التداول، بعد ساعات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
و استعرت أسعار القمح مع تزايد مخاوف المستثمرين من احتمال حدوث اضطراب في الإمدادات، إذ تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وقد تشكل الحرب عائقاً أمام استقرار الإمدادات العالمية، لتضيف إلى أزمات المواد الغذائية الأساسية في جميع أنحاء العالم.
وأثارت الأزمة المتصاعدة بشأن أوكرانيا مخاوف من تأثر الشحنات القادمة من روسيا، التي تمثل ثقلاً كبيراً في تجارة الحبوب العالمية وتستحوذ على 24% من إجمالي صادرات القمح العالمي، كما يمكن لأي عقوبات من قبل القوى العالمية أن تهدد مصدراً حيوياً للإمداد في وقت أدى الطقس غير المواتي والطلب القوي إلى خفض مخزونات المحاصيل بالفعل.
وتستحوذ روسيا وأوكرانيا مجتمعتين، على نحو ثلث الإمدادات العالمية من القمح، فيما تعد مصر أكبر مستورد عالمي لهذه السلعة الأساسية.
و هاجمت القوات البرية الروسية أوكرانيا، الخميس، من اتجاهات عدة، وفق ما أعلن حرس الحدود الأوكراني، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين شن هجوم على البلاد.
وأوضحت قوات حرس الحدود الأوكرانية، في بيان، أن دبابات روسية ومعدات ثقيلة أخرى عبرت الحدود في مناطق شمالية عدة، وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في جنوب أوكرانيا.
وقالت أوكرانيا إن روسيا تحرك عتادا عسكريا إليها من القرم، وتنفذ قصفا عبر البلاد، وصولا إلى منطقة لفيف في غرب أوكرانيا، حسبما نقلت رويترز، وقال مسؤول أوكراني إن بلاده تواجه هجمات إلكترونية مستمرة بلا توقف. وقال مسؤول آخر إن شخصا قتل وأصيب آخر جراء قصف لمنطقة كييف.
وكان بوتين أعلن عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق هذا البلد، وقال بوتين، في كلمة متلفزة لم يعلن عنها مسبقا، قبيل الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش: “اتخذت قرار شن عملية عسكرية”، منددا مجددا بـ”إبادة” تدبرها أوكرانيا في شرق البلاد.
واستند إلى ما وصفه بنداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل، وسياسة حلف شمال الأطلسي العدائية حيال روسيا والتي تشكل أوكرانيا أداة لها برأيه، وتوجه مباشرة إلى العسكريين الأوكرانيين بقوله: “أدعوكم إلى إلقاء السلاح”، مؤكدا أنهم سيتمكنون عندها “من مغادرة أرض المعركة من دون عائق”، وأكد أنه لا يريد “احتلال” أوكرانيا بل “نزع سلاحها”.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كولينا أن روسيا باشرت “هجوما واسع النطاق” مع ضربات على مدن عدة في البلاد بعد سماع دوي سلسلة من الانفجارات، وبعد كلمة بوتين، سُمع دوي انفجارات في عدد من المدن الأوكرانية، من بينها العاصمة كييف، حيث أطلقت صفارات الإنذار.
و صعدت أسعار النفط، الخميس، إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2014، بفعل بدء روسيا الحرب على أوكرانيا، بينما ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في عام ونصف، وفجر الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، وقال في كلمة متلفزة، إن “المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفر منها”.
وبحلول الساعة (06: 14 ت.غ)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أبريل 5.36 بالمئة أو 5.36 دولارات، إلى 102.20 دولار للبرميل في أعلى مستوى منذ عام 2014.
وصعدت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل، بنسبة 5.26 بالمئة أو 4.84 دولارات، إلى 96.94 دولارا للبرميل، وروسيا منتج رئيس للنفط الخام، إذ تعتبر ثاني أكبر منتج بعد الولايات المتحدة بمتوسط يومي 10.2 ملايين برميل، وأكبر مصدر للغاز الطبيعي إلى أوروبا.