تعيش المملكة المغربية تحولات كبرى مع بدء التحضيرات لاستضافة كأس العالم 2030، الذي سيقام بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، حيث أصبحت مشاريع البنية التحتية والإنشاءات محور اهتمام الشركات الدولية، وفي مقدمتها الشركات الإسبانية التي تسعى للاستفادة من هذه الدينامية الاقتصادية.
وفي هذا الإطار، حلت بالعاصمة المغربية الرباط حوالي 50 شركة إسبانية ضمن أيام عمل نظمتها الهيئة الإسبانية للتجارة الخارجية (ICEX)، بهدف استكشاف فرص الاستثمار والمشاركة في المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة استعدادًا لهذه التظاهرة الكروية العالمية.
تشمل خطط المغرب توسيع جميع الملاعب التي ستحتضن مباريات البطولة، بالإضافة إلى بناء أكبر ملعب لكرة القدم في العالم، إلى جانب تطوير المطارات، وشبكة السكك الحديدية، وتعزيز القدرة الفندقية، واستثمارات ضخمة في البنية التحتية. وتبلغ قيمة هذه الاستثمارات أكثر من 10 مليارات يورو، ما يعكس حجم الفرص المتاحة أمام الشركات الأجنبية، خاصة الإسبانية التي تتمتع بعلاقات تجارية متينة مع المغرب في ظل التطور الإيجابي في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد علي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، أن كأس العالم يمثل للمغرب محطة تحول كبرى، معتبراً أن الإمكانات المشتركة مع إسبانيا هائلة. فيما أشار خبراء مغاربة إلى أوجه التشابه بين تأثير استضافة إسبانيا لمونديال 1982 وما يمكن أن يترتب على استضافة المغرب للبطولة بعد خمس سنوات.
من جانبها، قالت وزيرة الدولة الإسبانية للتجارة، أمبارو لوبيز سينوفيّا، إن القطاعات المرتبطة بالبنية التحتية توفر فرصًا تجارية هائلة، ليس فقط في أفق 2030، ولكن حتى بعد انتهاء البطولة، مشيرة إلى القرض الذي منحته الحكومة الإسبانية للمغرب بقيمة 750 مليون يورو لشراء 40 قطارًا.
وفي هذا الإطار، أوضح بابلو كوندي، المدير العام لقسم التدويل في ICEX، أن إسبانيا تكتسب وزناً متزايدًا في السوق المغربية، حيث ينظر المغرب بإيجابية إلى الشركات الإسبانية التي تسعى للاستثمار فيه. كما شهد اللقاء مشاركة خوسيه غيرّا، مدير التكنولوجيا والابتكار في رابطة الدوري الإسباني (La Liga)، حيث أبرز أهمية الاستفادة من التجربة الإسبانية في تنظيم الأحداث الرياضية، خاصة فيما يتعلق بتطوير إجراءات الأمن، واستغلال الملاعب في استضافة فعاليات أخرى إلى جانب المباريات الرياضية.
ويُعوِّل المغرب على التجربة الإسبانية في تنظيم التظاهرات الرياضية، بالنظر إلى تجربة إسبانيا السابقة في احتضان كأس العالم عام 1982، والذي أسهم في تحقيق قفزة نوعية لهذا البلد الإيبيري، خاصة على مستوى قطاعات الرياضة والسياحة.