كشفت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب عن وجود فجوة رقمية واضحة في استخدام الإنترنت والوصول إلى الوسائل الرقمية، مشيرة إلى أن هذه الفجوة تتأثر بعوامل متعددة، منها المستوى التعليمي والجنس ووسط الإقامة.
وأظهرت البيانات أن الفئة العمرية بين 15 و34 عاماً هي الأكثر استخداماً للإنترنت، حيث بلغت نسبة المستخدمين ضمن هذه الشريحة 76.9%. ويعكس هذا الرقم الهيمنة الشبابية على المشهد الرقمي في المغرب.
وأبرزت المذكرة أن المستوى التعليمي يمثل عاملاً حاسماً في مدى الوصول إلى الوسائل الرقمية. فبينما يتمتع 98.6% من الأشخاص ذوي التعليم العالي بامتلاك هواتف شخصية و43% منهم بحواسيب أو أجهزة لوحية، تصل نسبة استخدام الإنترنت في هذه الفئة إلى 95.5%.
وفي المقابل، يعاني الأفراد الذين لا يملكون أي مستوى دراسي من صعوبات كبيرة في الوصول إلى التكنولوجيا. وأفادت المذكرة أن 69% فقط من هذه الفئة يمتلكون هواتف شخصية، بينما لا تتجاوز نسبة التوفر على الحواسيب أو الأجهزة اللوحية 0.3%. كما أن استخدام الإنترنت في هذه الفئة لا يتعدى 22.2%.
كما أشارت الإحصائيات إلى أن استخدام الإنترنت يتحسن تدريجياً مع ارتفاع المستوى التعليمي، إذ بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت 56.3% لدى الحاصلين على التعليم الابتدائي، و73.9% لدى الحاصلين على التعليم الإعدادي.
وكشفت المندوبية عن تباينات جغرافية واجتماعية في استخدام الإنترنت. فبينما تصل نسبة استخدام الإنترنت في الوسط الحضري إلى 70.2%، فإنها لا تتجاوز 40.4% في الوسط القروي. كما أظهرت الأرقام تفوق الذكور في استخدام الإنترنت بنسبة 64.4% مقارنة بـ55% بين الإناث.
وعلى مستوى الجهات، تصدرت جهة الداخلة-وادي الذهب القائمة بنسبة استخدام بلغت 83.6%، في حين جاءت جهة درعة تافيلالت في ذيل الترتيب بنسبة 51.5%.
وتعكس هذه المؤشرات حجم التحديات التي تواجه المغرب في تقليص الفجوة الرقمية وضمان شمولية الوصول إلى الإنترنت، مما يتطلب جهوداً مكثفة لتعزيز النفاذ الرقمي لدى الفئات الأقل حظاً، خاصة في الأوساط القروية وبين النساء.