كشفت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، عن تسجيل أداء استثنائي للقطاع السياحي في الجهات الجنوبية للمملكة خلال الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2025، حيث بلغ عدد الوافدين حوالي 80 ألف سائح، بزيادة بلغت 48 في المئة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019.
وأوضحت الوزيرة، خلال جلسة بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء، أن عدد ليالي المبيت في المؤسسات السياحية المصنفة بالجنوب ارتفع بدوره إلى حوالي 195 ألف ليلة، بزيادة قدرها 49 في المئة، ما يعكس الدينامية المتنامية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية كوجهة سياحية.
وأكدت المسؤولة الحكومية أن الطلب يفوق العرض خلال الموسم الصيفي، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في عدد من المناطق، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على مواجهة هذا التحدي من خلال توسيع الطاقة الاستيعابية لمؤسسات الإيواء، حيث تم على سبيل المثال إضافة 5000 سرير سياحي جديد بمدينة أكادير بين 2021 و2025.
خطة ثلاثية لمحاصرة التحديات وإنعاش القطاع
وأعلنت الوزيرة عن خطة عمل صيفية ترتكز على ثلاث محاور رئيسية:
-
تحسيس الفاعلين السياحيين بأهمية تقديم عروض سياحية مناسبة وجودة في الخدمات، سواء للمغاربة أو الأجانب.
-
مواكبة وتأطير المقاولات السياحية لتحسين مستوى الجودة، وتعزيز التكوين في صفوف المهنيين.
-
الترويج السياحي القوي عبر حملات إعلامية وطنية، من أبرزها حملة “نتلاقاو فبلادنا”، إضافة إلى تعزيز الربط الجوي نحو المدن السياحية.
تحديثات صارمة في التصنيف الفندقي
وفي إطار الرفع من جودة الخدمات، أعلنت الوزيرة أن وزارتها أطلقت نظام “الزبون السري” لتقييم الفنادق بناءً على 800 مؤشر ومعيار تم تطويرها بشراكة مع المنظمة العالمية للسياحة. ويقوم هذا الزبون بزيارة سرية لوحدات الإيواء من أجل التقييم الشامل للخدمات، حيث يمكن أن تفقد الوحدات نجومها إذا لم تحترم المعايير المطلوبة.
وأضافت الوزيرة أنه تم منح مهلة سنتين للمؤسسات الفندقية للتكيف مع النظام الجديد، معتبرة أن هذا الورش يندرج ضمن رؤية الوزارة للنهوض بالسياحة المغربية على أساس الجودة والاستدامة.
تعزيز الإرشاد السياحي وتوزيع عادل للزوار
وفي ما يخص الإرشاد السياحي، أفادت عمور أن عدد المرشدين المعتمدين بلغ 4590 مرشدًا، فيما تعمل الوزارة على ضمان توزيع عادل للطلب السياحي بين مختلف جهات المملكة، لتفادي الاكتظاظ في بعض الوجهات دون غيرها.
المؤشرات الجديدة تؤكد أن السياحة المغربية تتجه نحو مرحلة انتعاش متقدمة، مدعومة بسياسات توجيهية ومشاريع هيكلية. غير أن التحديات المرتبطة بارتفاع الأسعار وتفاوت جودة الخدمات، تظل قائمة وتتطلب مواصلة الإصلاحات وتنزيل البرامج بشكل فعال لضمان تجربة سياحية وطنية متميزة.