أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة أن جلسات الحوار الليبي – الليبي ستنطلق يوم الأربعاء في منتجع بوزنيقة، جنوب العاصمة المغربية الرباط، بحضور أكثر من 60 عضوًا من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. هذه الجولة تأتي ضمن سلسلة الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي يُنهي الانقسام الذي تعيشه ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
على مدى السنوات الماضية، قدم المغرب نفسه كوسيط نزيه ومحايد لإعادة الفرقاء الليبيين إلى طاولة الحوار. ومن خلال احتضانه لجولات حوار سابقة، أكد المغرب إيمانه بأن الحل الوحيد للأزمة الليبية يجب أن يكون نابعًا من الداخل الليبي نفسه، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب استضاف جولات مهمة من الحوار الليبي، أبرزها تلك التي جرت في مدينة الصخيرات عام 2015، تحت رعاية الأمم المتحدة. وأسفرت تلك المفاوضات عن “اتفاق الصخيرات السياسي”، الذي كان خطوة مفصلية في الأزمة الليبية، إذ أدى إلى:
- تشكيل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
- وضع آليات لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية.
- الدعوة لإجراء انتخابات عامة وتحقيق مصالحة وطنية شاملة.
الجولة الجديدة من الحوار تأتي في ظل استمرار الانقسام السياسي بين الأطراف الليبية، ما يجعل المباحثات المرتقبة في بوزنيقة ذات أهمية كبيرة. ويرى مراقبون أن هذه الجولة قد تكون فرصة جديدة لتقريب وجهات النظر بشأن القضايا العالقة، خصوصًا ما يتعلق بتوحيد المؤسسات السيادية وتنظيم الانتخابات المؤجلة.
منذ الإطاحة بنظام القذافي، غرقت ليبيا في حالة من الفوضى السياسية والأمنية، تخللتها صراعات مسلحة بين المجموعات المختلفة. وعلى الرغم من المساعي الدولية والإقليمية المتكررة، لا تزال البلاد تعاني من انقسامات حادة تعيق الوصول إلى حل دائم للأزمة.
يراهن العديد من الليبيين على الحوار الذي تستضيفه بوزنيقة كفرصة جديدة لتحقيق تقدم ملموس، لكن التحديات الكبيرة التي تواجهها الأطراف المتفاوضة قد تجعل الطريق طويلًا. ويبقى الأمل معقودًا على قدرة الفرقاء الليبيين على تغليب مصلحة الوطن على الحسابات الضيقة لإنهاء معاناة الشعب الليبي واستعادة الاستقرار.
المغرب، من جانبه، يستمر في لعب دوره الفاعل، مؤكدًا التزامه بدعم الحوار الليبي – الليبي كمسار أساسي لإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.