حين تستضيف دولة ما بطولة قارية بحجم كأس الأمم الإفريقية، فإن سقف الطموحات يرتفع إلى أقصى الحدود، وهذا بالضبط ما يحدث مع المنتخب المغربي وهو يستعد لخوض غمار نسخة 2025 على أرضه وبين جماهيره.
فبعد سنوات من التوهج في المحافل القارية والعالمية، يجد “أسود الأطلس” أنفسهم أمام فرصة تاريخية لإعادة كتابة المجد الإفريقي الذي غاب عن خزائن المغرب منذ عام 1976.
التاريخ يُثبت أن استضافة البطولة يمنح المنتخبات المضيفة دفعة قوية لتحقيق اللقب، وقد نجحت منتخبات عربية عديدة في الاستفادة من هذا العامل، حيث توجت مصر، الجزائر، تونس، والسودان بكأس الأمم على أرضها. فهل يتمكن المنتخب المغربي من السير على خطاهم، أم أن شبح الإخفاق الذي عانى منه في نسخة 1988 سيظل يطارده؟
على الورق، تبدو الظروف مواتية أكثر من أي وقت مضى. فالمغرب يمتلك اليوم جيلاً ذهبياً يضم أسماءً لامعة تلعب في أقوى الأندية الأوروبية، إضافة إلى مدرب أثبت جدارته على الساحة الدولية.
كما أن البنية التحتية الرياضية التي تم تطويرها خلال السنوات الماضية، بدعم مباشر من العاهل المغربي الملك محمد السادس، توفر للمنتخب كل مقومات النجاح.
لكن كرة القدم لا تعترف بالأسماء اللامعة فقط، بل تحتاج إلى تهيئة نفسية وبدنية مثالية، خاصة وأن الضغوط ستكون مضاعفة.
فالتجارب السابقة أثبتت أن المنتخبات المضيفة تعاني من ضغط الجمهور والتوقعات العالية، وهو ما قد يكون سلاحًا ذا حدين بالنسبة للأسود.
المجموعة التي وقع فيها المنتخب المغربي تبدو متوازنة، لكنها لا تخلو من الصعوبة. فجزر القمر أثبتت أنها ليست بالمنتخب السهل، ومالي تمتلك جيلاً شابًا طموحًا، وزامبيا لديها تاريخ في البطولة.
لذا، فإن تجاوز الدور الأول بأداء مقنع سيكون إشارة واضحة على قدرة المغرب على الذهاب بعيدًا في البطولة.
ويبقى السؤال الأهم: هل ينجح المنتخب المغربي في كسر عقدة الاستضافة؟ أم أن السيناريوهات السابقة ستعيد نفسها؟ الإجابة ستأتي من قلب الملاعب، حيث لا مجال للتاريخ أو الأمنيات، بل فقط للجهد والعطاء فوق المستطيل الأخضر.