يعتبر موقف اللاعب المغربي حكيم زياش تجاه الأحداث الأخيرة في أمستردام، حيث تم تداول مقاطع تُظهر دعمه للاعتداءات على مشجعي نادي مكابي حيفا الإسرائيلي، حدثًا يطرح العديد من التساؤلات حول العلاقة بين مواقف الرياضيين العامة وواجباتهم الأخلاقية كرموز مؤثرة في المجتمع.
وقد جاء رد الفعل من لاعبين هولنديين سابقين كـ “ريني فان دير خيت” الذي وصف تصرف زياش بأنه غير مقبول، مما يعكس حساسية الموضوع ومدى تعقيده في السياقات الغربية التي تميل إلى فصل الرياضة عن السياسة.
في مجتمعات تشهد تباينًا في وجهات النظر حول القضية الفلسطينية، يقع الرياضيون كزياش في منطقة شائكة بين إبداء مواقفهم الشخصية وتداعياتها العامة.
وهنا يبرز تساؤل مهم: هل ينبغي على نجوم الرياضة أن يمتنعوا عن التعبير عن مواقف سياسية، أم أن لهم الحق، كأي مواطن، في التعبير عن آرائهم بحرية؟ يرى البعض أن تأثيرهم القوي يجعل من الصعب عليهم تبني مواقف بعيدة عن الحياد، خاصة إذا كانت تلك المواقف تُعبر عن تفضيلات سياسية مثيرة للجدل.
في السياق الهولندي والأوروبي، تتعالى الأصوات بضرورة معاقبة زياش من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” على هذا الدعم. ويعيد ذلك النقاش إلى قضية حقوق اللاعبين في التعبير، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بمسائل حساسة.
وهنا يبرز تضارب بين حق اللاعب في التعبير وبين التزاماته المهنية كجزء من أندية أو اتحادات رياضية لا ترغب في الانخراط في قضايا سياسية.
لكن زياش لا يتصرف من فراغ؛ فهو ينتمي إلى خلفية ثقافية واجتماعية تجعله حساسًا تجاه القضية الفلسطينية، كما يعكس موقفه شعورًا بالتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الصراع المستمر.
ويثير هذا الانقسام في الرؤى بين المجتمعين الهولندي والمغربي نقاشات واسعة حول حدود الحرية وحدود التأثير المتبادل بين الحياة الشخصية والمهنية للرياضيين.
قد يكون من الصعب على زياش أو أي لاعب آخر تجنب مثل هذه الإشكاليات، خاصة في زمنٍ تتزايد فيه التوترات العالمية التي تجذب مواقف الرأي العام وأحيانًا تضعه في مواجهات مباشرة مع مبادئه وقيمه.
وفي ضوء ذلك، يبدو أن الرياضيين سيستمرون في مواجهة معضلة التوازن بين التعبير عن آرائهم الشخصية وبين التزاماتهم أمام جمهورهم المتنوع.