لا شك أن حكيم زياش، النجم المغربي وأحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي للكرة المغربية، يمر بمرحلة مفصلية في مسيرته الاحترافية.
بعد انتقاله إلى غلطة سراي التركي، كان يُنتظر أن يستعيد زياش تألقه الذي عرف به في أياكس أمستردام وتشيلسي، لكن الواقع الحالي يشير إلى عكس ذلك، إذ يواجه اللاعب تحديات كبيرة على الصعيدين الرياضي والشخصي.
تُعد العلاقة المتوترة بين زياش وإدارة نادي غلطة سراي واحدة من أبرز المؤثرات في وضعه الحالي. فالتقارير الإعلامية تشير إلى انزعاج اللاعب من طريقة تعامل مدرب الفريق أوكان بوروك معه، خاصة في ما يتعلق بمنحه الفرصة الكاملة لإثبات ذاته. بالإضافة إلى ذلك، يعاني زياش من شعور بعدم التقدير، لا سيما خلال فترة إصابته، وهوما قد يكون أحد أسباب انخفاض مستواه.
تساهل إدارة غلطة سراي في تسهيل رحيله يشير إلى وجود رغبة متبادلة لإنهاء العلاقة، مما يعكس حجم الإشكاليات الداخلية التي يعاني منها الطرفان. ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، يبدو أن النادي يسعى للاستفادة من فسخ عقد اللاعب لتعويض جزء من استثماراته.
مع تدهور وضعه في غلطة سراي، يتجه زياش نحو دراسة خيارات أخرى. الأندية الخليجية أبدت اهتمامها بخدمات اللاعب، وهو ما يضعه أمام معضلة معروفة: هل يختار الانتقال إلى دوريات أقل تنافسية مقابل الاستفادة المالية، أم يظل متمسكاً بمسيرته الاحترافية في أوروبا؟
زياش يدرك أن أي قرار يتخذه سيكون له تأثير كبير على مستقبله، خاصة أنه لا يزال قادراً على تقديم الكثير في المستطيل الأخضر. لكن هذه الخيارات ليست خالية من التحديات. فالمشاكل الصحية، خصوصاً إصابة الركبة التي أثرت على مستواه، قد تجعل الأندية المهتمة تتردد في تقديم عروض تنافسية.
على الصعيد الدولي، كان زياش عنصراً أساسياً في تشكيلة “أسود الأطلس”، خصوصاً خلال كأس العالم 2022 حيث لعب دوراً محورياً في تحقيق الإنجاز التاريخي بوصول المنتخب إلى نصف النهائي. لكن مستواه المتراجع وغيابه عن المباريات الأخيرة للمنتخب الوطني يثير تساؤلات حول إمكانية عودته إلى قمة مستواه.
الناخب الوطني وليد الركراكي يواجه معضلة بشأن دمج زياش في التشكيلة مستقبلاً، خصوصاً إذا استمرت مشاكله مع الأندية. ومع ظهور لاعبين شباب مميزين، قد يجد زياش نفسه مضطراً لإثبات جدارته من جديد لضمان مكانه في المنتخب.
مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، يبدو أن يناير 2025 سيكون محطة حاسمة في مسيرة حكيم زياش. اللاعب أمامه فرصة لإعادة ترتيب أوراقه والانتقال إلى فريق يتيح له استعادة تألقه. لكن نجاحه في ذلك يعتمد على اختياره وجهة تتناسب مع طموحاته الشخصية والمهنية، دون التضحية بمستواه الرياضي مقابل الإغراءات المالية.
في النهاية، يظل زياش رمزاً لكرة القدم المغربية، ومع كل التحديات التي يواجهها، تبقى جماهيره تأمل في أن يعود النجم إلى سابق عهده، لاعباً حاسماً قادرًا على تحقيق الإضافة سواء في الأندية أو المنتخب الوطني.