يتعرض المغرب منذ فترة لحملات إعلامية ممنهجة من جهات معروفة بعدائها لموقفه السيادي في ملف الصحراء المغربية ودوره المتزايد في القضايا الإقليمية والدولية.
هذه الحملات، التي تتخذ أشكالًا متعددة، تتراوح بين تشويه الحقائق، وتلفيق الاتهامات، والتشكيك في المواقف الدبلوماسية للمملكة، في محاولة بائسة للنيل من صورة المغرب ومصداقيته.
الهجوم الإعلامي: تكرار للسيناريوهات المعتادة
لا تعد الحملات التي تستهدف المغرب بالأمر الجديد، بل هي امتداد لاستراتيجية التضليل الإعلامي التي تلجأ إليها بعض الجهات حينما ترى في تنامي نفوذ الرباط تهديدًا لمصالحها. ومن الأمثلة الأخيرة على هذا التوجه، التقارير التي نشرتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا”، والتي حاولت ربط المغرب بخطة إدارة ترامب المزعومة لنقل فلسطينيي غزة إلى دول أخرى، في ادعاء يفتقر إلى أي أساس واقعي.
المغرب والقضية الفلسطينية: التزام لا يقبل المزايدات
يُدرك المتابعون للسياسة المغربية أن موقف المملكة من القضية الفلسطينية كان دائمًا ثابتًا وواضحًا، حيث أكدت الرباط، وعلى أعلى المستويات، دعمها لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولم تكن هذه المواقف مجرد شعارات، بل ترجمت عمليًا من خلال رئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس للجنة القدس، ودعم المغرب المستمر للوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمساعدات الإنسانية المتكررة المقدمة إلى الفلسطينيين.
لماذا هذه الحملات الآن؟
يبدو أن التصعيد الإعلامي ضد المغرب مرتبط بعدة عوامل:
1. نجاح الدبلوماسية المغربية في تحقيق مكاسب استراتيجية في ملف الصحراء المغربية، ما أزعج الأطراف التي تدعم الطرح الانفصالي.
2. تزايد الدور المغربي في حل النزاعات الإقليمية، حيث أصبح المغرب وسيطًا موثوقًا في قضايا مختلفة، مما أثار قلق بعض الجهات التي ترى في ذلك تهديدًا لمصالحها.
3. استقلالية القرار المغربي، حيث لا يخضع لضغوطات المزايدين في الملفات الكبرى، سواء تعلق الأمر بالعلاقات الدولية أو المواقف المبدئية من قضايا الشعوب.
المعركة الإعلامية: المغرب واثق في مساره
المغرب ليس بحاجة إلى تبرير مواقفه، فتاريخه الدبلوماسي الحافل ومواقفه الثابتة أكبر رد على هذه المحاولات الفاشلة للتشويش.
ومع ذلك، تبقى مواجهة الأخبار المضللة ضرورية من خلال تعزيز الإعلام المهني، ودحض الإشاعات بالحجج، واستمرار الدبلوماسية المغربية في مسارها المدروس بعيدًا عن ردود الفعل العاطفية.
الحملات الإعلامية المغرضة لن تثني المغرب عن مسيرته المستقلة ولا عن التزامه تجاه القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي لن يزايد فيها أحد على مواقف الرباط التاريخية والواضحة.