شهد يوم السبت تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، حيث أُفرج عن أربع رهائن إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة، بينما أطلقت السلطات الإسرائيلية سراح 200 معتقل فلسطيني.
الاتفاق، الذي جاء بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، أعاد بعض الأمل إلى الأسر الفلسطينية والإسرائيلية في ظل صراع ممتد لعقود.
في غزة، جرى تسليم الرهينات الإسرائيليات وسط أجواء مشحونة بالمشاعر، حيث ظهرن في إحدى ساحات المدينة قبل أن يتم نقلهن إلى الأراضي الإسرائيلية عبر الصليب الأحمر. وتم استقبالهن في تل أبيب باحتفالات ضخمة، وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنها “لحظة سعيدة للغاية”.
في المقابل، كانت رام الله مسرحاً لمشهد آخر، حيث استُقبل 200 أسير فلسطيني بالأعلام والهتافات، بعدما قضى عدد كبير منهم عقوداً خلف القضبان. وبينهم محمد طوس، الذي يُعد أقدم معتقل فلسطيني، بالإضافة إلى 120 أسيراً محكوماً بالسجن مدى الحياة.
ومن بين المفرج عنهم، نُقل 70 معتقلاً إلى مصر لتلقي العلاج، مع توقع أن يتم إعادة توطينهم لاحقاً في دول مثل الجزائر أو تركيا أو تونس. بينما سيعود البقية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
الصفقة التي بدأت مرحلتها الأولى قبل أسبوع وشملت الإفراج عن ثلاث إسرائيليات مقابل نحو 90 أسيراً فلسطينياً، تُظهر تعقيد المعادلة السياسية والإنسانية في الصراع.
وبينما عمت الفرحة كلا الجانبين، لا تزال بعض التحديات قائمة، خصوصاً مع استمرار التوترات حول الإفراج عن رهينة إسرائيلية أخرى تربطها تل أبيب بعودة الفلسطينيين المهجرين إلى شمال قطاع غزة.
في النهاية، تظل هذه الصفقة بارقة أمل وسط نزاع طويل الأمد، رغم ما تحمله من تعقيدات سياسية وإنسانية، في انتظار خطوات مستقبلية نحو حل أكثر شمولية.