شهدت مباراة ديبورتيفو ألافيس ضد ريال مدريد في الدوري الإسباني حدثا أثار الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية المغربية، بعد أن طلب اللاعب المغربي عبد الكبير عبقار قميص النجم الفرنسي كيليان مبابي بين شوطي المباراة.
هذا التصرف أثار موجة من الانتقادات الواسعة بين الجماهير والمتابعين الرياضيين، الذين اعتبروا هذا السلوك غير احترافي، خاصة أنه جاء في منتصف المباراة وليس في نهايتها كما هو معتاد.
من الواضح أن كثيرا من الانتقادات التي طالت عبقار نابعة من رؤى تتعلق بالانضباط والاحترافية، وهي قيم أساسية لأي لاعب محترف، خصوصًا عندما يكون ممثلًا لمنتخب وطني على مستوى عالمي.
من جهة، يرى المنتقدون أن تصرف عبقار يعكس عدم تركيزه الكامل على المباراة والتزامه بواجباته كلاعب محترف. في هذا السياق، يعتبر هذا التصرف في منتصف المباراة إشارة إلى غياب التركيز على الأداء الفردي والجماعي، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الفريق ككل.
طلب قميص من نجم عالمي مثل كيليان مبابي ليس في حد ذاته تصرفًا غريبًا في عالم كرة القدم. لكن التوقيت الذي اختاره عبقار لهذا الطلب، وهو بين شوطي المباراة، يعتبر غير مألوف ويثير تساؤلات حول مدى استيعابه لأهمية اللحظة.
في منافسات كبرى مثل الدوري الإسباني، كل دقيقة تعتبر حاسمة، خاصة عندما تواجه فريقًا قويًا مثل ريال مدريد. هذا النوع من المباريات يتطلب أعلى درجات التركيز والانضباط الذهني من جميع اللاعبين، وأي تصرف قد يُفهم على أنه تهاون يمكن أن يُستغل من قبل الخصم أو يؤثر على معنويات الفريق.
من زاوية أخرى، يمكن تفسير تصرف عبقار بكونه رد فعل طبيعي لرغبة شاب في امتلاك ذكرى من لاعب بحجم مبابي، وهو أمر قد ينظر إليه البعض كجزء من الإنسانية التي ترافق اللاعبين الشباب في مواجهة النجوم. لكن هنا يأتي السؤال الأهم: هل يجب أن يُسمح بمثل هذه التصرفات في هذا المستوى من الاحتراف؟ وهل عبقار يفتقر إلى التوازن بين إعجابه بنجم كبير وبين واجبه في الملعب؟
المسألة ليست ببساطة تقتصر على طلب قميص، بل هي تتعلق بكيفية رؤية اللاعب لمكانته كجزء من الفريق ومسؤولياته تجاه النادي والجمهور. فاللاعبون المحترفون يُنتظر منهم إظهار انضباط نفسي وتفاني في كل لحظة من المباراة، بغض النظر عن الظروف.
تصرف عبقار يُطرح في سياق أوسع يتعدى حدود المباراة، ليصل إلى المنتخب الوطني المغربي. وليد الركراكي، مدرب المنتخب، وضع ثقته في عبقار لتعويض القائد السابق غانم سايس، وهذه الواقعة قد تزيد من الضغط على المدرب، الذي يسعى إلى بناء فريق قوي ومتماسك.
الجماهير المغربية تنتظر أداء عاليا من لاعبي المنتخب الوطني، وأي تصرف يُعتبر غير احترافي قد يعزز الشكوك حول قدرة عبقار على اللعب بمستوى يليق بتطلعاتهم.
في النهاية، تصرف عبد الكبير عبقار قد يكون نتيجة لضغط النجومية وتأثير لحظة عابرة، لكن هذا لا يعفيه من مسؤوليته كلاعب محترف. عقلية اللاعب في مثل هذه المواقف يجب أن ترتكز على التركيز والانضباط، خاصة عندما تكون الأنظار مسلطة عليه كممثل للمنتخب الوطني المغربي.
هذه الواقعة تفتح باب النقاش حول كيفية إعداد اللاعبين المغاربة للتعامل مع مثل هذه المواقف، وضمان أنهم يمتلكون ليس فقط المهارات الفنية، بل أيضًا النضج النفسي المطلوب لمواجهة الضغوطات التي تأتي مع النجومية.