انطلقت الجمعة في محكمة الدار البيضاء جلسات استجواب المتهمين في قضية “إسكوبار الصحراء”، التي هزت الرأي العام المغربي بسبب تورط شخصيات بارزة في تهريب دولي للمخدرات، من بينها السياسيان عبد النبي بعيوي وسعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي.
في غرفة الجنايات الابتدائية، استمع القاضي إلى أقوال خمسة متهمين على التوالي، وواجههم بتصريحات أدلوا بها أثناء التحقيقات التي أجرتها الشرطة والنيابة العامة. وتشير هذه التحقيقات إلى أن المتهمين كانوا جزءًا من شبكة متخصصة في تهريب مخدر الحشيش عبر الحدود الشرقية للمغرب نحو الجزائر.
تعتمد القضية على مكالمات هاتفية تعود إلى عام 2023، يُزعم أنها تكشف عن ارتباط المتهمين بشبكة التهريب، وبشكل خاص بعلاقة مباشرة مع عبد النبي بعيوي، رجل الأعمال البارز والرئيس السابق لمجلس جهة الشرق، إضافة إلى كونه برلمانيًا سابقًا وقياديًا في حزب الأصالة والمعاصرة.
إلا أن المتهمين الخمسة المعتقلين منذ أواخر 2023، أنكروا جميع التهم الموجهة إليهم، مدعين أنهم مجرد مزارعين ورعاة يعيشون في المناطق الحدودية الشرقية ولا علاقة لهم بعمليات التهريب.
في المقابل، أقر أحد المتهمين، ويدعى عبد الله حنفي، بأنه تلقى عرضًا للمشاركة في عمليات تهريب المخدرات، لكنه رفض وقطع صلته بالمتورطين.
تشمل القضية 25 متهماً، من بينهم 20 شخصًا رهن الاعتقال، يواجهون تهمًا تتعلق بـ “المشاركة في اتفاق قصد مسك المخدرات والاتجار فيها”. ووفقًا لمحاضر الشرطة، فإن المتهمين كانوا على صلة بمهربين جزائريين وأطراف أجنبية تتولى نقل المخدرات إلى ليبيا وأوروبا.
أحد الأسماء المحورية في هذه الشبكة هو الحاج أحمد بنبراهيم، المعروف بلقب “إسكوبار الصحراء”، وهو مواطن مالي مسجون في المغرب منذ 2019، حيث يقضي عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات بعد إدانته في قضية تهريب دولي للمخدرات عام 2015، حينما ضبطت السلطات 40 طناً من الحشيش.
مع استمرار استجواب المتهمين، من المرتقب أن تستأنف المحاكمة في 21 فبراير الجاري، وسط ترقب واسع لنتائج الجلسات المقبلة، خاصة في ظل الأسماء الثقيلة التي وردت في الملف.