حذرت المملكة المتحدة، عبر وزارة خارجيتها، المواطنين البريطانيين من السفر إلى 69 دولة حول العالم، بسبب مخاطر أمنية محتملة، فيما استثنت المغرب من القائمة، مؤكدة عدم وجود مخاوف تُذكر بشأن السلامة فيه، مقارنة بدول الجوار في شمال إفريقيا.
ووفقًا للتحديث الجديد الذي أصدرته وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الأحد، فقد تم تصنيف عدد من الدول، من بينها الجزائر وتونس وليبيا، ضمن المناطق التي يُنصح بعدم السفر إليها، أو توخي أقصى درجات الحذر عند زيارتها، نظراً للتهديدات الأمنية التي تواجهها.
تحذيرات مشددة بشأن الجزائر
وتعد الجزائر من بين الدول التي حذرت منها الخارجية البريطانية بشدة، حيث دعت مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى جنوب البلاد، خاصة المناطق الواقعة ضمن نطاق 30 كيلومترًا من الحدود مع ليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر وتونس، وذلك بسبب تصاعد المخاطر الأمنية في تلك المناطق، الناتجة عن الاضطرابات الإقليمية في منطقة الساحل.
وأشارت الوزارة إلى أن الجزائر، رغم جهودها الأمنية، تبقى عرضة لتهديدات التنظيمات المسلحة، التي تنشط عبر الحدود المشتركة مع دول تعاني من عدم الاستقرار، مثل مالي والنيجر، وهو ما يزيد من خطورة السفر إلى المناطق الجنوبية من البلاد.
اختطاف سائح إسباني يزيد المخاوف
يأتي هذا التحذير بعد حادثة اختطاف المواطن الإسباني خواكين نافارو، الذي كان يقوم بجولة سياحية في جنوب الجزائر، قبل أن يتم احتجازه من قبل جماعة مسلحة، قامت بنقله إلى مالي. وتمكنت المخابرات الإسبانية، بالتنسيق مع “جبهة تحرير الأزواد” في شمال مالي، من تأمين إطلاق سراحه، في عملية تسلط الضوء على المخاطر التي تحيط بالمناطق الحدودية الجزائرية.
توتر أمني على الحدود التونسية والليبية
كما أدرجت الخارجية البريطانية أجزاءً من تونس ضمن قائمة المناطق التي تستوجب الحذر، خاصة المناطق المتاخمة للحدود الجزائرية، بسبب تهديدات أمنية تشمل أنشطة الجماعات الإرهابية، والتوترات السياسية التي تشهدها بعض المناطق الداخلية.
أما ليبيا، فقد صنفتها لندن ضمن الوجهات “شديدة الخطورة”، حيث أوصت بعدم السفر إليها بشكل كامل، في ظل استمرار الفوضى الأمنية، وتزايد خطر الميليشيات المسلحة، وغياب سلطة مركزية قادرة على تأمين الاستقرار.
المغرب.. وجهة آمنة
في المقابل، لم يشمل التحذير المملكة المغربية، حيث لم تدرجها وزارة الخارجية البريطانية ضمن القائمة السوداء، ما يعكس استقرار الأوضاع الأمنية بها مقارنة بالدول المجاورة. ويُعد هذا التصنيف بمثابة مؤشر إيجابي لقطاع السياحة في المغرب، الذي يواصل استقطاب أعداد كبيرة من السياح الأوروبيين، بفضل الأوضاع المستقرة والتدابير الأمنية الصارمة التي تعتمدها المملكة.
خلاصة التحذير البريطاني
يأتي هذا التحذير البريطاني في وقت تواجه فيه منطقة شمال إفريقيا تحديات أمنية معقدة، تتراوح بين تهديدات التنظيمات المتطرفة، وعدم الاستقرار السياسي، إلى جانب التداعيات الأمنية للنزاعات الإقليمية. ورغم هذه التحديات، يظل المغرب خارج نطاق التحذيرات، ليظل وجهة آمنة مقارنة ببقية دول المنطقة.