أبرزت صحيفة لوموند الفرنسية الدور الحيوي الذي أصبح المغرب يؤديه في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، واصفة إياه بـ”الوسيط الذي لا غنى عنه”، خاصة بعد نجاحه في التوسط لإطلاق سراح أربعة عملاء فرنسيين تابعين لجهاز الأمن الخارجي الفرنسي، كانوا محتجزين في بوركينا فاسو.
وأوضحت الصحيفة أن باريس وجدت نفسها في مأزق للتفاوض بشأن تحرير عملائها، خاصة مع تدهور علاقاتها مع نظام الرئيس إبراهيم تراوري، الذي قطع الروابط مع فرنسا منذ وصوله إلى الحكم، حيث رفض تعيين سفير فرنسي جديد وطالب القوات الفرنسية بمغادرة البلاد مطلع عام 2023.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن فرنسا لجأت إلى دول ثالثة لفتح قنوات تواصل مع بوركينا فاسو، من بينها الإمارات العربية المتحدة وتوغو، لكن المغرب كان له الدور الأبرز في إنجاح العملية.
وأضاف التقرير أن المغرب سبق وأن لعب دوراً مماثلاً في أغسطس الماضي، عندما نجحت مديرية الدراسات والمستندات المغربية (DGED) في تحرير ضابط أمني روماني اختطفته جماعة متحالفة مع القاعدة في بوركينا فاسو منذ عام 2015. كما ساهم المغرب في إطلاق سراح مهندس مدني ألماني كان محتجزاً لدى جماعات مسلحة في مالي لعدة سنوات.
وأوضحت الصحيفة أن عملية الوساطة المغربية هذه المرة كانت بين أجهزة الدولة، مع التأكيد على “تميز العلاقات” بين الملك محمد السادس والرئيس تراوري، مما يعكس إدراك المغرب للسياق السيادي الجديد في منطقة الساحل.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة أفريكا إنتليجنس أن المغرب يجري محادثات مع النظام العسكري في النيجر بشأن إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، المحتجز منذ الإطاحة به في يوليو 2023. وأفادت المصادر بأن المغرب قد يكون وجهة محتملة لبازوم إذا قرر مغادرة البلاد، وهو ما يُعد حلاً مناسباً بالنسبة للسلطات الانقلابية.
كما أشار التقرير إلى الحضور الاقتصادي المغربي المتزايد في غرب إفريقيا، لا سيما في قطاعات الاتصالات والبنوك، إضافة إلى مناقشات يجريها المغرب مع صناديق الثروة السيادية الخليجية لتعزيز التزاماته المالية في المنطقة.