شهدت جلسة الأسئلة الشفوية في مجلس النواب، أمس الإثنين، احتجاجات برلمانية غير مسبوقة، على خلفية ما وصفه عدد من النواب بـ”الإقصاء المتعمد” لبعض الفرق البرلمانية من البث التلفزي المباشر لجلسات البرلمان.
وفي مداخلة له، قال عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، إن فريقه “محروم من الظهور خلال تصوير الجلسات”، مطالبًا بـ”توزيع عادل للصورة” ووضع ميثاق أخلاقي ينظم عملية النقل التلفزي المباشر. وأضاف: “لا يحق لأي جهة تحديد المشاهد التي يجب التقاطها أثناء النقل المباشر”.
من جهتها، استنكرت النائبة ريم شباط، عن حزب جبهة القوى الديمقراطية، ما اعتبرته “تعتيمًا” على مداخلتها، بعدم عرض لوحة رفعتها خلال جلسة مساءلة سابقة، والتي كانت تسلط الضوء على “الأوضاع المزرية” لحافلات النقل العمومي في مدينة فاس. واعتبرت شباط أن هذا السلوك يمثل “خرقًا سافرًا للفصل العاشر من الدستور، الذي يضمن حقوق المعارضة”.
وفي موقف لافت، انضم أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، إلى الاحتجاجات، رغم انتمائه إلى الأغلبية الحكومية، حيث أكد أن “الإقصاء لا يطال المعارضة فقط، بل يشمل أيضًا بعض الفرق البرلمانية في الأغلبية”، داعيًا إلى “إرساء معايير واضحة تضمن الإنصاف في البث التلفزي المباشر”.
ويأتي هذا الجدل في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى إحداث قناة برلمانية متخصصة، لضمان شفافية أكبر في نقل أشغال البرلمان، وتعزيز التواصل بين ممثلي الأمة والرأي العام.