خرجت وزارة الصحة ببلاغ شديد اللهجة، تحذر فيه المغاربة في الوقوع في إنتكاسة وبائية، جراء ما أسموه خبراء في الصحة بـ”التراخي” في التقيد بالتدابير الوقائية و الإحترازية ضد وباء “كورونا”، منبهين من التساهل في وضع الكمامات و الاستغناء عنها، كما استغرب خبراء في الصحة و أعضاء من اللجنة العلمية من حالات “التسيب” في الشارع العام و من الخروج للشارع دون كمامات و اللقاءات الكثيرة وتبادل السلام بالأعناق و الأيدي دون تعقيم، والتجوال بفكرة “إنتهاء الوباء”، محذرين من انتشار المتحور الجديد، لصعوبة ضبط الوباء المتحور وخطورته في سرعة الإنتشار.
و دعت وزارة الصحة، المواطنين إلى ضرورة الحيطة والالتزام الشديد بالتدابير الوقائية، وذلك من أجل تجنب أي انتكاسة وبائية “قد تعيدنا إلى نقطة الصفر”، خاصة بعد الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي المرتبط بوباء كوفيد-19.
وأكدت الوزراة، في بلاغ لها، أنه لتفادي تدهور الوضعية الوبائية بالبلاد، خاصة في ظل ظهور متحورات جديدة للفيروس تتميز بسرعة الانتشار وانتقال العدوى، فإنها تدعو عموم المواطنات والمواطنين إلى ضرورة الحيطة والالتزام الشديد بالتدابير الوقائية من ارتداء للكمامة بشكل سليم، واحترام التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات غير الضرورية والحرص على النظافة العامة. وأشار المصدر ذاته إلى أنه في إطار المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي، سجلت الوزارة، خلال اليومين الأخيرين، ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد، وكذا عدد الحالات الحرجة وعدد الوفيات، “وذلك بسبب حالات التراخي الملحوظ وعدم الالتزام بالإجراءات والتدابير الحاجزية، خاصة بعد الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي الليلي وبداية العطلة الصيفية وفتح الحدود”.
و نبهت وزارة الصحة إلى أن الرفع التدريجي لإجراءات الحجر الصحي لا يعني انتهاء جائحة كوفيد-19 وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، “بل يستلزم ذلك انخراط الجميع في مواجهة هذه الجائحة بكل مسؤولية وروح وطنية للخروج ببلادنا إلى بر الأمان، في أفق تحقيق المناعة الجماعية، وتثمين المكتسبات المحققة إلى يومنا هذا، خاصة بعد تحقيق الحملة الوطنية للتلقيح نتائج مهمة حيث تم تلقيح حوالي ثلث الساكنة المغربية”.
وقال آيت طالب، “نحث المواطنات والمواطنين على الالتزام بالتدابير التقييدية التي تعد جد هامة “، مؤكدا أنه “سنضطر، إذا اقتضى الأمر، إلى العودة مرة أخرى إلى تعزيز القيود، والذي سيكون له تأثير سلبي على عدة قطاعات”، وأضاف الوزير أنه “مع الأخذ بعين الاعتبار تطور الوضع الوبائي خلال اليومين الماضيين، فقد لاحظنا زيادة متسارعة في حالات الإصابة مقارنة بالاتجاه الذي لوحظ خلال الأشهر الماضية”.
وأبرز أن المملكة تمكنت، بفضل التوجيهات الملكية السامية، والتدبير الاستباقي للوباء، ” من تحقيق نتائج مهمة في مجال مراقبة الوضع الوبائي والسيطرة عليه “، وأكد آيت الطالب، في هذا الصدد، أنه تم إحراز تقدم كبير في عملية التلقيح، مما مكن من تغطية حوالي ثلث السكان المستهدفين، مبرزا أن الأمر يتعلق بنتائج جد مهمة يجب تثمينها، في إطار احترام الإجراءات الاحترازية التي بدونها نكون أمام خطر العودة إلى ارتفاع في حالات الإصابة.