حسناء زوان
خرج الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبدالله مؤخرا، ينتقد الحكومة الحالية عن أدائها وهشاشتها وغيابها السياسي وغياب تواصلها أمام العديد من الأحداث التي عرفها المغرب منذ توليها زمام المسؤولية، ناهيك عن فشلها في تدبير العديد من الملفات الاجتماعية الحارقة وتدهور معيشة المغاربة.
وبنعبدالله ليس وحده الذي “خرج في الحكومة” صار الأمين العام للبيجيدي عبد الإله بنكيران على منواله وأبرز قصور وضعف الأداء السياسي لحكومة أخنوش.
وليبس عيبا ما قام به كل من نبيل بنعبدالله وبنكيران، وهذا دورها وقصرت فيه، لكونهما يتموقعان في المعارضة، ويجب أن يقولا أكثر من هذا بغاية تقويم ما اعوج من أمر الحكومة الحالية.
الأمر ليس ما نراه نحن فللأغلبية رأي آخر، ولن تترك تلك الانتقادات تمر بسلام أو تتفاعل معها بإيجابية وصدر رحب، بل أصر حزب أخنوش في شخص عضو مكتبه السياسي راشد الطالبي العلمي على أن “يرد دقتو” بالتأكيد على أن الضعف الذي وصفت به المعارضة الحكومة الحالية، سيجعل حزبه وحلفاءه يستمرون في الحكومة لسنوات عدة؟
كيف؟ هل سيستمرون وهم على ضعفهم؟ على حساب من؟ أكيد على حساب المغاربة ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم إذا ما صدق هذا القول!
كان من أجدر أن يبتعد القيادي في الحزب الحاكم عن “المعاطية” والحروب الكلامية بغاية تسجيل النقط السياسية بالدفاع عن الحصيلة إن وجدت طبعا؟ لسبب بسيط.
لأن “المزاليط.. تقهروا” بمعاركهم اليومية من أجل لقمة العيش وتدبير الحاجيات اليومية في ظل ظروف حياة صعبة وغلاء فاحش لم يستثن أمرا و”نزيدوه” بـ التراشق الكلامي، بما ستفيده حروب “الشفوي” الأشبه بالروايات والأفلام، هل ستؤدي له نفقات تعليم الأبناء في المدارس الخاصة؟ أم إنها ستعفيه من “تريتة بنكية”؟ أو ستوفر له “تقدية الشهر”؟
لا شيء من هذا كله، غير أنها لا تزيد عن كونها صراعات من أجل تحقيق مصالح حزبية، تبقى ضيقة بالنظر إلى انتظارات المغاربة من هذه الحكومة ومن التي ستليها.
وتصبح بذلك هذه المناوشات و”أعطيني نعطيك” أشبه بمسرحية يؤديها مهرة في التمثيل على خشبة المسرح لكن بدون جمهور.
هذه هي الحقيقة المرة، تؤكدها تقارير واستطلاعات بينت غير ما مرة، أن الأحزاب في وادٍ و”المغاربة” في وادٍ آخر، بدليل أن الأحزاب السياسية تسجل أعلى انخفاض في مستوى ثقة المغاربة!
وعوض أن تنتبه الأحزاب إلى هذا الأمر وتستعيد ثقة المغاربة بـ”الخدمة” تفضل لعبتها “ضربتيني نعاودك”!