شهدت مدينة طنجة خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية هامة ساهمت في إنعاش حقينة السدود التلية التي عانت من شح الموارد المائية خلال السنوات الماضية.
وكان سد بوخالف 2، المتواجد بمنطقة “خندكور” على طريق أشقار، من بين أكثر المستفيدين، حيث ارتفع منسوبه بشكل ملحوظ بفضل تدفق مياه الأودية والمجاري المائية.
ويأتي هذا التحسن في وقت كانت فيه سدود المدينة تواجه تحديات كبيرة بسبب ندرة الأمطار، ما انعكس سلبًا على قدرتها التخزينية.
ومع بداية مارس، حملت الأمطار الغزيرة بوادر إيجابية رفعت مخزون المياه في عدد من السدود الصغيرة، مثل سد بوخالف 1 و2 وسد سيدي إدريس، ما أدى إلى تحسن ملحوظ في احتياطات المياه بالمنطقة.
ووفق معطيات أولية، فإن منسوب المياه بسد بوخالف 2 سجل ارتفاعًا تجاوز 40%، وهو ما يعزز من دوره في دعم الأمن المائي المحلي.
كما أن عمليات التنقية وإزالة الأوحال التي خضع لها السد خلال شهر نونبر الماضي، تحت إشراف وكالة الحوض المائي اللوكوس ووزارة التجهيز والماء، ساهمت في تحسين قدرته على استيعاب كميات أكبر من المياه.
وبالإضافة إلى دوره في تخزين المياه، أصبح سد بوخالف 2 موطناً للعديد من الطيور المهاجرة التي وجدت في مياهه المتجددة محطة للاستراحة قبل استكمال رحلاتها الموسمية. كما أن امتلاء السدود التلية يسهم في حماية المدينة من الفيضانات، ويوفر احتياطات مائية لسقي المساحات الخضراء وتعزيز التنمية البيئية بالمنطقة.
يُذكر أن السدود الصغرى والتلية تلعب دورًا محوريًا في تدبير الموارد المائية، خصوصًا في ظل التقلبات المناخية وارتفاع الطلب على المياه. وتبقى هذه التساقطات الأخيرة فرصة مهمة لتعزيز المخزون المائي وضمان استدامة الموارد في جهة الشمال.