الزيارة الملكية تستنفر السلطات وتكشف خروقات بناء 24 فيلا بمشروع شركات “أكوا” لأخنوش و “السي دي جي”
دفع رصد اختلالات تعميرية وإدارية في مشاريع “تغازوت باي” السياحية بأكادير، بوزارة الداخلية الى فتح تحقيقات مكثفة حول المساطر والإجراءات الإدارية والتعميرية للمشروع، حيث أسفرت التحقيقات الاستعجالية عن كشف مجموعة من الاختلالات العميرية، أتخذت على إثرها وزارة الداخلية والسلطات قرارات الهدم التي باشرتها السلطات المحلية بهدم 24 فيلا بالمنطقة لا تطابق معايير التعمير الصحيحة.
وجاء الاستنفار على مستوى وزارة الداخلية و السلطات المحلية، بعد زيارة ملكية للمنطقة، عرفت على إثرها تحركات على أعلى مستوى للتحقيق في خروقات تعميرية بالمنطقة، وتشكيل لجنة لوزارة الداخلية ترأسها عبد الوافي لفتيت وزينب العدوي المفتشة العامة لوزارة الداخلية، وقفت خلالها على وجود تأخر في إنجاز 12 مرفقا عموميا لفائدة المنطقة، منها “مدرسة عمومية ومركز ثقافي وآخر صحي، ومركز للتكوين ومسرح وناد نسوي وتجهيزات رياضية، فضلا عن مقر الجماعة الترابية لأورير”.
واستعانت الداخلية بوالي ملحق بوزارة الداخلية للإشراف على التحقيقات، و إبعاد والي مدينة أكادير ومجموعة من المسؤولين بالمنطقة من أي لجنة، بعدما راجت أنباء عن تقصير الوالي في مراقبة المشاريع السياحية، و” تماطل” في رصد الاختلالات التعميرية الخطيرة بمنطقة سياحية كبيرة، حتى جاءت الزيارة الملكية لتكشف الاختلالات والخروقات التعميرية، وتضرب بيد من حديد على كل تهاون أو تقاعس يقف أمام جعل المدينة قاطرة حضارية لجهة سوس ماسة درعة
وكشفت اللجنة المركزية، أن “التأخر لم يشمل المرافق العمومية فقط، بل تعداه إلى مشاريع مؤسسات سياحية لم تنطلق بها الأشغال إلا عام 2016، ومثيلاتها الفندقية التي كان من المقرر أن تنتهي بها الأشغال عام 2019، غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق إلى اليوم”.
و قررت سلطات عمالة أكادير إداوتنان هدم بنايات المشروع السياحي “تغازوت باي”، على خلفية “الاخلال الخطير بضوابط التعمير”، وبحسب نص قرار الأمر بالهدم، الذي أصدره قائد منطقة تغازوت، وبلغ للممثلة القانونية لشركة “ماديف” التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير، المساهم الرئيسي في مشروع “تغازوت باي” بـ 45 في المائة، فإن الأشغال المنجزة بالموقع تخالف القوانين وضوابط البناء، إذ يتعلق الأمر بأربع فيلات فوق مساحة 160 مترا مربعا لكل واحدة منها، وغرفتين غير مرخصتين بالواجهة الجنوبة للطابق الثاني، كما جاء في منطوق قرار الهدم، بعد أن منح للممثلة القانونية للشركة المذكورة أجل يومين “48 ساعة” من أجل تفعيل قرار هدم الأشغال والأبنية المخالفة للقانون ولضوابط التعمير والبناء.
وأصدر قائد قيادة أورير، أمر بالهدم تحت رقم 03 بتاريخ 15 فبراير 2020 ، موجه إلى الممثل القانوني لشركة” sud partners” فرع مجموعة أكوا المملوكة لعائلة عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، حيث يهم القرار المخالفة المسجلة وفق محضر معاينة والمتمثلة في تجاوز المساحة المبنية المرخصة على مستوى الطابق تحت أرضي للفيلات 28 إلى 52 ” 24 فيلا” والمتواجدة بالبقعة 4.1 بالمحطة السياحية تغازوت.
و أصدر قائد قيادة أورير ثلاثة أوامر بهدم بنايات غير مرخصة، يتعلق الأمر الأول الصادر بتاريخ 15 فبراير 2020، تحت عدد 01 /2020 إلى ممثل شركة PICK ALBATROSMOROCCO FOR TOURISM AND INVESTMENT، بقرار الهدم البناء المخالف للقانون ولضوابط البناء والتعمير المتمثل في إضافة في محل تقني غير مرخص على مساحة تقريبية 100 متر مربع، وإضافة محلات غير مرخصة على مستوى سطح البناية المخصصة للاستقبال على مساحة تقريبية تناهز 200 متر مربع، والمتواجدة بالبقعة رقم 5 بالمحطة السياحية لتغازوت.
و يذكر أن مشروع تغازوت السياحي يندرج في إطار المخطط الأزرق، والذي كان الهدف منه إبراز التراث الطبيعي والثقافي لمنطقة سوس، بالإضافة إلى خلق فرص التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة الأصيلة في المنطقة.
ويضم مشروع تغازوت، ستة فنادق فاخرة تطل على البحر “خليج تيكيدا ريو أرجان، حياة ريجنسي، هيلتون، فيرمونت، بيكالباتروس وماريوت”، بالإضافة إلى عدد من المرافق السياحية والترفيهية ونوادي شاطئية، تضم ملاعب للتنس والغولف.
ويساهم في هذا المشروع، الذي يراد له أن يكون مشروعا رائدا، و الذي تشرف عليه” شركة تهيئة وإنعاش المحطة السياحية تغازوت”، كل من صندوق الإيداع والتدبير عبر فرع “مادييف” بـ 45 في المائة، والصندوق المغربي للتنمية السياحية بـ 25 في المائة، وشركة ” SUD PARTNERS” فرع مجموعة “أكوا” “AKWA” بـ 25 في المائة، ثم الشركة المغربية للهندسة السياحية بـ 5 في المائة.