كشف استدعاء الجزائر لسفيرها بجمهورية كوت ديفوار، للتشاور على إثر إفتتاح للكوت ديفوار قنصلية بمدينة العيون المغربي، عن “السعار” الجزائري تجاه وثيرة عمل الديبلوماسية المغربية، وتوجه الدول الأفريقية نحو التأكيد على مغربية الصحراء، وفتح قنوات ديبلوماسية جديدة، أربكت مخططات الجبهة الوهمية “البوليساريو” وصنيعتها “الجزائر”.
وعللت وزارة الخارجية الجزائرية، قرار استدعاء السفير الجزائري، بالبحث في تصريحات “مبطنة” لوزير الشؤون الخارجية الإيفواري، حيث حاولت الخارجية الجزائرية التشويش على قرار إفتتاح قنصلية كوت ديفوار بالصحراء المغربية ، معتبرة الامر بكونه يعد “ضربا للالتزام الجماعي للبلدان الإفريقية المؤسسة للاتحاد الإفريقي القاضي بالتمسك بمبادئ المنظمة والعمل على تحقيق الأهداف المكرسة في العقد التأسيسي، خاصة ما تعلق منها بضرورة الوحدة والتضامن بين الدول والشعوب والدفاع عن السيادة والوحدة الترابية واستقلال الدول الأعضاء”.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، شدد على أن “كوت ديفوار كانت دائما إلى جانب المملكة وداعما رسميا لمغربية الصحراء”، مشيرا إلى أن “دعمها ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى ما قبل انطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975”.
وكشف بوريطة أن “القرار الذي اتخذه الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، القاضي بفتح قنصلية عامة إلى جانب الشرفية التي تم افتتاحها الصيف الماضي بالعيون، عن طريق المصادقة الرسمية في المجلس الوزاري الذي أكده بيان الناطق الرسمي باسم الحكومة الشهر الماضي”.
وأكد وزير الشؤون الخارجية خلال اللقاء ذاته أن “العلاقات المغربية الإيفوارية جد ممتازة، بدليل الاهتمام المتزايد الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذا البلد الشقيق، من خلال الزيارات المتتالية التي وصلت ست زيارات رسمية في إطار التعاون والانفتاح المغربي الإفريقي”.
و أكد بوريطة، أن “كوت ديفوار كانت حاضرة دائما ومدافعا شرسا إلى جانب المملكة في كل المعارك الدبلوماسية المتعلقة بقضية الصحراء”، موردا أن “افتتاح القنصلية العامة اليوم جاء ليؤكد تاريخ هذه العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين منذ ولاية الرئيس الراحل فيليكس أوفوي بوانيي في عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله، لتستمر إلى اليوم مع الرئيس الحالي الحسن واتارا”.
وأفاد بوريطة “بفتح القنصلية العامة بالعيون نكون قد وصلنا إلى افتتاح سبع قنصليات عامة بالأقاليم الجنوبية، القنصلية ستلعب إلى جانب دورها السياسي في دعم مغربية الصحراء، أدوارا تسهيلية لممارسة الأعمال التجارية والاجتماعية المتعلقة بتعزيز التعاون جنوب-جنوب”.
و أكد رئيس الدبلوماسية المغربية أن “ألفا من المواطنين الإيفواريين يعيشون بالأقاليم الجنوبية لوحدها”، مضيفا أن “الجانبين اتفقا على خلق 30 منحة دراسية يستفيد منها طلبة البلد الشقيق بالمؤسسات التعليمية بالعيون، في المجالات المرتبطة بالصيد البحري، التنمية المستدامة، الطاقات المتجددة، وغيرها”.
وختم المسؤول الحكومي بأن “العيون ستكون في قادم الأيام حلقة وصل تجاري مهم بين المغرب وعمقه الإفريقي، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري والخبرات الدولية”.
يذكر أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أشرف رفقة علي كوبالي، وزير الاندماج الإفريقي والإيفواريين بالخارج، على افتتاح قنصلية عامة هي الخامسة من نوعها بمدينة العيون، بحضور والي جهة العيون الساقية الحمراء عبد السلام بيكرات، ورئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، ومنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية.
ويأتي افتتاح هذه القنصلية الإيفوارية العامة حرصا من البلدين، المغرب وكوت ديفوار، على تفعيل توصيات خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الذي شدد على أن “منطقة الصحراء المغربية بوابة المملكة نحو القارة الإفريقية”.
و قال علي كوليبالي، وزير الاندماج الإفريقي وإيفواريي الخارج، بالعيون، إن “الكوت ديفوار تتمتع بحرية القرارات وترفض جميع الإملاءات المتعلقة بتوجهها في العلاقات الدولية”، مضيفا أن “فتح قنصلية عامة بالعيون يعتبر قرارا سياديا يتوازى مع قناعاتها الدبلوماسية المتجذرة في التاريخ”.
وأضاف الوزير الإيفواري، خلال الندوة الصحافية التي جمعته بنظيره ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، “أن في الأعراف الدبلوماسية لبلادنا لا نقبل تقديم الدروس والمواعظ في السياسة، ولا نقبل تدخل أطراف أخرى في قراراتنا السيادية مع دول حليفة كالمغرب”.
وأورد مسؤول الاندماج الإفريقي، عقب افتتاح قنصلية عامة لبلاده، بالعيون، أن “هذا القرار يأتي بعد مصادقة المجلس الحكومي والتأشير الرسمي من فخامة الرئيس حسن واتارا”، مشددا على أنه “قرار نتحمل فيه كامل المسؤولية، ويتماهى مع سيادتنا في القرارات ومع مصالح بلدينا واحترامنا لمبادئنا التاريخية الداعمة لمغربية الصحراء”.
وأشار المسؤول الحكومي الإيفواري إلى “وجاهة القرار المتعلق بفتح تمثيلية لبلاده بمدينة العيون”، مبرزا “ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في هذا الصدد عبر التعاون جنوب جنوب وتسهيل المساطر الإدارية لمواطنينا القاطنين بهذه المناطق المغربية”.