لكبير بلكريم
مازالت الكلاب الضالة تنهش أجساد أطفالنا في الشوارع والأزقة آخرها ما طلعتنا به العديد من المصادر حول واقعة نهش جسد طفل شهدها حي الطاهريين بمقاطعة جنان الورد في فاس، مساء الإثنين الماضي، حيث كان حادثًا مروعا بعدما تعرض طفل في العاشرة من عمره لهجوم عنيف من طرف مجموعة من الكلاب الضالة، ما تسبب له في إصابات خطيرة استدعت نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات لتلقي الإسعافات الأولية.
الطفل كان يمارس حقه في اللعب بكرة القدم رفقة أصدقائه عندما تفاجأ بأكثر من عشرة كلاب ضالة تهاجمه بشكل مباغت، حيث أصيب بجروح خطيرة على مستوى رجليه وظهره، بالإضافة إلى إصابات متفرقة في أنحاء جسده، وسط حالة من الذعر بين الأطفال والسكان.
لا ندري السبب وراء عجز الحكومة إن جاز لنا قول هذا وعدم قدرتها على القطع مع هذه الحوادث التي ترتكبها كلاب ضالة والتي تبقى غير مسؤولة عن فعلها فغريزتها تدفعها لفعل هذا إما لجوع أو لنزوة طبيعية في تكوينها، لكن غيْر المقبول أن نعتاد وتتحول حوادث نهش الأجساد الآدمية سنويا بل بشكل دوري وفصلي بل وأقل من ذلك قد لا تفرق بين حادث وآخر غير شهر لتسمع أن كلابا ضالة هاجمت طفلا أو سيدة أو فتاة أو طفلة أو رجلا والأغرب أن يحصل ذلك داخل المدن وليس بالبوادي والقرى النائية إنها كلاب المدن الضالة التي هزمت الحكومة أليس من المعقول على هذه الحكومة أن تحث المواطنين على أداء أقساط تأمينات سنوية، التأمين على هجوم الكلاب ونهشها الأجساد الآدمية، لكي يتمكن الضحية والضحيات من سلك مسطرة الحصول على تعويضات من شركة التأمين عوض أن يظل ضحية بعاهات وكدمات وندوب وأخاديد بجسمه، دون تعويض.
مخاطر تهدد أطفالنا فإن لم تنهشك الكلاب الضالة قد تسقط في بالوعات الصرف الصحي، لا أدري كذلك ما السبب في وجود أغلب بالوعات الصرف الصحي عارية دون الاكتراث بها وحث عمال مصالح الأشغال بالجماعات الحضرية والقروية على القيام بجولات تفقدية لكل هذه النقط المتعلقة ببالوعات الصرف الصحي بالمنطقة قبيل كل فصل شتاء لحماية وتأمين الساكنة من المخاطر المحدقة.
كانت طفلة تسير برفقة والديها عندما وقع الحادث المأساوي، إذ لم ينتبهوا إلى وجود بالوعة للصرف الصحي مفتوحة بسبب غياب التغطية والحواجز الوقائية، المفروض أن تضعها المصالح المعنية بتسيير مدننا وأحيائنا وقرانا.
هذا حالنا فإن لم تمت وسط بالوعات الصرف الصحي خلال فترة الشتاء وإن لم تبتلعك في غفلة منك وأنت تنط ما بين مستنقعات المياه الراكدة وسط الأرصفة والطرقات التي تفتقد بدورها مستوى دقيقًا من الانحدار لرمي المياه نحو مجاريها الحقيقية، ستبتلعك إحدى البالوعات غير الظاهرة.
أو قد تتلاعب وتتقاذفك أنياب العشرات من الكلاب الضالة التي تتعاهد على صيد بني البشر عن طريق نهش أجساد في غفلة منها، فطوبى لمجالسنا الجماعية ولحكوماتنا غير المعنية.
ے