مع اقتراب عيد الأضحى، تشهد أسعار لحوم الدواجن في الأسواق ارتفاعا غير مسبوق، إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 23 درهما، مقابل 17 درهما فقط خلال الأسبوع المنصرم، ما خلف موجة استياء عارمة لدى المستهلكين في ظل تزايد الضغط على القدرة الشرائية للأسر.
هذا الارتفاع لا يعكس النمط الموسمي المعتاد، حيث كان الإقبال على لحوم الدواجن يتراجع عادة خلال فترة عيد الأضحى. لكن سنة 2025 تحمل طابعا استثنائيا،، حيث عرف الطلب على لحوم الدواجن تصاعدا ملحوظا، في وقت يتسم فيه العرض بالضعف نتيجة تراجع إنتاج الكتاكيت.
وسبق لمجلس المنافسة أن دق ناقوس الخطر بخصوص “الاختلالات البنيوية” التي يعرفها قطاع تربية الدواجن بالمغرب، مسجلا في رأي له حول وضعية المنافسة في سوق الأعلاف المركبة، أن السوق تعرف تركيزا مفرطا يتيح لعدد محدود من الشركات الكبرى التحكم في الأسعار والإنتاج.
وبحسب المجلس، فإن ثماني شركات فقط تستحوذ على نحو 75% من حصص سوق الأعلاف المركبة، فيما تحتكر مجموعتان رئيسيتان وحدهما حوالي 50% من السوق، رغم وجود ما يفوق 40 شركة أخرى. وقد فسر المجلس هذا الواقع بعمليات “إعادة هيكلة” دامت لعقود، واكبتها تحركات اندماج وتركّز اقتصادي لصالح الكبار.
ويرى تقرير المجلس أن هذه الوضعية تؤدي إلى تقليص الخيارات أمام مربي الماشية، وغياب الحركية داخل السوق، ما يحد من الابتكار ويحول دون تحقيق توازن في الأسعار. واعتبر أن غياب التنافسية الحقيقية في سوق الأعلاف ينعكس بشكل مباشر على سلسلة تربية الدواجن، وعلى المستهلك النهائي الذي يتحمل الكلفة النهائية لضعف الحكامة القطاعية.