يتعرض محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، لبوابل من الهجومات من قبل الإرهابي محمد حاجب، وكان آخرها أنه كتب على صفحته بفيسبوك أنه رفع دعوى قضائية ضده لدى المحاكم الألمانية، ناسيا أن التامك يمثل مؤسسة دورها هو تنفيذ العقوبات، بينما القضاء هو الذي يصدر الأحكام، وفي هذا الإطار لعب دورا كبيرا في تحويل السجون من أمكنة مخيفة إلى أمكنة قادرة على استيعاب المجرمين وتحويل كثير منهم إلى أناس ومواطنين عاديين.
لقد مارس التامك دوره كاملا في الدفاع عن وطنه، ويشهد رفاق حاجب في السجن أنه بفضل تم إطلاق مبادرة كبيرة للحوار مع سجناء السلفية الجهادية، ومن ثمارها كثير من وثائق المراجعات الصادرة عن مجموعات كثيرة من السجناء، لأن الغرض من السجن هو تحويل المجرم إلى إنسان عادي وليس الانتقام كما يعتقد البعض.
المشكل هو أن حاجب الذي قرر مقاضاة التامك هل بمقدوره الصمود إلى النهاية؟ المحاكمة ليست لعبة ولكنها دفع بالحجج والأدلة، واليوم هناك عدد كبير من الشهود من سجناء السلفية الجهادية الذين قالوا إن حاجب هو من أدخل لعبة حك السواك على الجسد وتصويرها على أنها تعذيب مورس عليهم، وهذا قاله الفيزازي وحسن الخطاب وبوشتة الشارف صاحب فيديو القرعة الشهير، الذي اعترف بأن حاجب هو من حرضه على هذا الفعل الكاذب.
هل بمقدور حاجب أن ينفي أمام القضاء الألماني أنه مجرد كذاب ولا يوجد شاهد واحد على كلامه سوى “بائع السواك” بتيفلت، لكن عشرات السجناء من السلفية الجهادية يمكن أن يشهدوا بأن هذا الإرهابي هو الذي قاد تمرد سجن سلا الذي كان يمكن أن يتحول إلى كارثة لولا ألطاف الله وحكمة المسؤولين عن السجن؟
حاجب يعتقد أن الحماية التي يتمتع بها من قبل المخابرات الألمانية نظير خدماته الاستفزازية قادرة على أن تذهب به بعيدا، ناسيا أنه قد ينقلب كل شيء ضده ويصبح مجرد منديل ورق يتم رميه بعد أن تكون الأجهزة الألمانية قد شبعت من خدماته.