حمل خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، 12 رسالة الى دول العالم، تنبه الى أن ملف الصحراء المغربية المقياس المغربي الذي تقيس به المملكة صداقات الدول و الشراكات، حيث جاء الخطاب الملكي السامي مؤكدا على التوجه الحازم و الصارم في التعاطي مع القضية الوطنية الأولى، داعيا الدول التي تتبنى مواقف غير واضحة الى توضيح موقفها من ملف الصحراء المغربية، ملمحا جلالته الى أن بعض الدول من شركاء المغرب التقليديين و الجدد يحملون موقفا “ملتبسا” تجاه ملف الصحراء و غير واضح.
و شدد جلالة الملك محمد السادس، في الرسالة الأولى على أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، مؤكدا جلالته في الرسالة الثانية على أنه أيضا هو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات، وقال جلالة الملك، في الخطاب السامي الذي وجهه مساء السبت إلى الأمة بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، “أوجه رسالة واضحة للجميع : إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.
وشدد جلالة الملك في الرسالة الثالثة، ” ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وفي الرسالة الرابعة طالب جلالته من بعض الدول أن تراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل”، وأضاف جلالة الملك في الرسالة الخامسة ” لقد تمكنا خلال السنوات الأخيرة، من تحقيق إنجازات كبيرة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لصالح الموقف العادل والشرعي للمملكة، بخصوص مغربية الصحراء”.
وذكر جلالة الملكفي الرسالة السادسة، أن العديد من الدول الوازنة عبرت عن دعمها ، وتقديرها الإيجابي لمبادرة الحكم الذاتي، في احترام لسيادة المغرب الكاملة على أراضيه، كإطار وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل، و في الرسالة السابعة اعتبر جلالة الملك أن الموقف الثابت للولايات المتحدة الأمريكية “شكل حافزا حقيقيا، لا يتغير بتغير الإدارات، ولا يتأثر بالظرفيات”.
وثمن جلالة الملك، في الرسالة الثامنة “الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا، التي تعرف جيدا أصل هذا النزاع وحقيقته”، مؤكدا جلالته أن “هذا الموقف الإيجابي، قد أسس لمرحلة جديدة من الشراكة المغربية الإسبانية، لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية”، كما أبرز جلالة الملك في الرسالة التاسعة، أن الموقف البناء من مبادرة الحكم الذاتي، لمجموعة من الدول الأوروبية، منها ألمانيا وهولندا والبرتغال، وصربيا وهنغاريا وقبرص ورومانيا، سيساهم في فتح صفحة جديدة في علاقات الثقة، وتعزيز الشراكة النوعية، مع هذه البلدان الصديقة، وبموازاة مع هذا الدعم، يشير جلالة الملك ، قامت حوالي ثلاثين دولة، بفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية، تجسيدا لدعمها الصريح، للوحدة الترابية للمملكة، ولمغربية الصحراء.
و في الرسالة العاشرة جدد جلالة الملك عبارات التقدير لإخوانه ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة، وخاصة الأردن والبحرين والإمارات، وجيبوتي وجزر القمر، التي فتحت قنصليات بالعيون والداخلة، كما تقدم جلالته بالشكر لباقي الدول العربية، التي أكدت باستمرار، دعمها لمغربية الصحراء، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن.
و عبر جلالة الملك في الرسالة الحادية عشر عن اعتزازه “بمواقف أشقائنا الأفارقة، حيث قامت حوالي 40 في المئة من الدول الإفريقية، تنتمي لخمس مجموعات جهوية، بفتح قنصليات في العيون والداخلة”، وأبرز جلالة الملك في الرسالة الثانية عشر، أن هذه الدينامية تشمل أيضا، دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، حيث قامت العديد منها، بفتح قنصليات في الصحراء المغربية؛ وقررت دول أخرى توسيع نطاق اختصاصها القنصلي، ليشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة، وأكد جلالته أن حجر الزاوية في الدفاع عن مغربية الصحراء يبقى هو وحدة الجبهة الداخلية والتعبئة الشاملة لكل المغاربة، أينما كانوا، للتصدي لمناورات الأعداء.
من جهة أخرى أكد أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الأول بسطات عبد الرحمان شحشي أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، يحمل رسالة واضحة لشركاء المغرب للخروج من المنطقة الرمادية بخصوص مغربية الصحراء. وأبرز السيد شحشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “أمام الانجازات الكبيرة والدعم الأمريكي المؤسسي لقضيتنا العادلة، و الموقف المسؤول لإسبانيا، الطرف التاريخي في النزاع المفتعل، فإن كل موازين القوى راجحة لصالح المملكة”، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن جلالة الملك شكر الأصدقاء على المواقف الواضحة ، ودعا بالمقابل الشركاء التقليديين والجدد للمغرب إلى التعبير عن مواقفهم بكل صراحة من قضية الصحراء المغربية و بدون تردد. واعتبر الأستاذ الجامعي أن جلالة الملك وجه في هذا الخطاب رسالتين أساسيتين، الأولى موجهة للخارج عندما قال جلالته ” أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”، وأضاف أن الرسالة الثانية تتعلق بتعبئة الجبهة الداخلية والتعبئة الشاملة لكل المغاربة، أينما كانوا، للتصدي لمناورات الأعداء، مسجلا أن جلالة الملك أشاد، كما في العديد من المناسبات، بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع، التي يتواجدون بها.