تنكب السعودية على حشد الدعم الدولي لصالحها في الحرب ضد المتمردين الحوثيين، في وقت يطالبها الغرب بالمساعدة على تهدئة سوق النفط المتقل بة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
ونفذ تحالف عسكري مؤلف من دول عربية عدة وبقيادة السعودية ضرباته الجوية الأولى في اليمن دعما للحكومة اليمنية التي كانت تخوض منذ سنة تقريبا قتالا ضد الحوثيين المدعومين من إيران، في 26 آذار/مارس 2015.
كان الحوثيون استولوا آنذاك على صنعاء ويواصلون تقدمهم. وإن كان التدخل العسكري أوقف هذا التقد م ومكن القوات الحكومية من استعادة أجزاء كبيرة من الأرض،
وتتعر ض الرياض التي تقود منظمة البلدان المصد رة للنفط “أوبك” وتحالف “اوبك بلاس” مع موسكو، حاليا لضغوط من القوى الغربية لزيادة إنتاجها لتهدئة الأسعار المرتفعة منذ بداية الحرب الروسية على جارتها الشهر الماضي.
وتقول الباحثة السعودية في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية نجاح العتيبي لوكالة فرانس برس “الأزمة الأوكرانية تمنح السعودية إمكانية استخدام أداة تأثير مهمة، وهي النفط، للضغط على دول كبرى مثل الولايات المتحدة”.
وترى العتيبي أن السعودية لن تزيد من إنتاج النفط لخفض الأسعار حتى تحصل على موقف حازم ضد الحوثيين الذين غالبا ما يشنون هجمات ضد أراضيها بالطائرات المسي رة والصواريخ البالستية، قائلة “هذه أولوية للمملكة”.
وكثفت السعودية الضغوط الاثنين من خلال التلويح باحتمال حدوث نقص في كميات النفط بسبب الاعتداءات الحوثية، وذلك غداة سلسلة هجمات شنها المتمردون واستهدفت على وجه الخصوص مصفاة تكرير تابعة لشركة النفط العملاقة أرامكو ما أدى إلى نسف جزء من انتاجها.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن الرياض “لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها”.
وبحسب الباحثة في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال، يمكن أن ي نظر الى هذا التحذير على أنه رسالة للغرب مفادها “نريد دعمكم لكي تأتي أي تسوية محتملة مع الحوثيين وفقا لشروطنا”.