أعلنت الشرطة البرازيلية عن ضبط شحنة ضخمة تجاوز وزنها 700 كيلوغرام من الحشيش المغربي، كانت مخبأة بعناية داخل مقطورات شاحنتين جرى اعتراضهما على الطريق السريع في منطقة كامبينا غراندي دو سول، على مشارف مدينة كوريتيبا.
تفاصيل العملية تكشف عن جرأة الشبكة الإجرامية وخطورتها؛ إذ انطلقت الشرارة الأولى حين اشتبه عناصر الأمن في شاحنتين تحملان لوحات ولايتي سانتا كاتارينا وبارانا. الكلاب المدربة سرعان ما كشفت السرّ المخفي بإحكام في تجاويف سرية داخل المقطورات.
“الطريقة التي خُبئت بها الشحنة، وحجم الكمية، والمسار الذي سلكته، جميعها تؤكد أننا أمام شبكة منظمة تجيد التخفي والتهريب عبر الولايات”، هكذا علّق محقق بارز في شرطة بارانا. وأوضح أن الشحنة كانت تشق طريقها من شمال شرق البلاد، متجهة نحو مدينة فورتاليزا في ولاية سيارا، وهو مسار معروف لدى مافيا المخدرات لتفادي الرقابة.
العملية أسفرت عن اعتقال رجلين في العقد الثالث من عمرهما، وُجهت إليهما تهم ثقيلة تتعلق بالتهريب وتكوين عصابة إجرامية، فضلاً عن السياقة بدون رخصة، في إشارة إلى حجم التهور الذي يطبع أنشطة هذه الشبكات.
كما صادرت الشرطة الهواتف المحمولة الخاصة بالمشتبه فيهما، إلى جانب معدات لوجستية وشاحنات استخدمت لنقل الحشيش، في حين قدّرت قيمة الشحنة المحجوزة بنحو 50 مليون ريال برازيلي، وهو رقم ضخم يعكس مدى الأهمية المالية لهذه التجارة غير المشروعة.
السلطات الأمنية في بارانا شدّدت على أن التحقيقات مستمرة لفك خيوط هذه الشبكة، وكشف المتورطين في هذه التجارة العابرة للولايات. وأكدت في الوقت نفسه أن التحاليل الأولية أظهرت أن المخدرات المحجوزة تحمل بصمة مغربية خالصة بنسبة 100%، ما يطرح تساؤلات حول الطرق التي تسلكها هذه الشبكات لتهريب الحشيش من شمال إفريقيا إلى قلب البرازيل.
وبينما تتواصل التحقيقات، يرى مراقبون أن هذه العملية، التي تعدّ الأكبر في تاريخ الولاية، ستكون بمثابة جرس إنذار لشبكات التهريب الإجرامية، ورسالة واضحة بأن الشرطة البرازيلية عازمة على التصدي بكل حزم لهذا النوع من الجرائم.