خلدت عمالة الصخيرات – تمارة، يوم الأربعاء 21 ماي 2025، الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال لقاء تواصلي احتضنه مقر العمالة تحت شعار: “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: 20 سنة في خدمة التنمية البشرية”، بحضور ممثلي السلطات المحلية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني وشركاء المبادرة.
هذا الحدث، الذي ترأسه عامل عمالة الصخيرات – تمارة مرفوقًا بالكاتب العام للعمالة، شكّل مناسبة لتقييم حصيلة عقدين من العمل المتواصل في محاربة الهشاشة ودعم الإدماج الاقتصادي وتكريس العدالة المجالية، في إطار ورش ملكي استراتيجي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2005.
عشرون سنة من الإنجازات والمشاريع المستدامة
خلال اللقاء، قُدّمت عروض مفصلة حول المشاريع والبرامج التي تم تنفيذها بمختلف الجماعات الترابية للعمالة، حيث تم إبراز الأثر الإيجابي لهذه المبادرة على تحسين مؤشرات التنمية البشرية، من خلال دعم مشاريع مدرة للدخل، وتمكين الشباب، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية، خاصة في الأوساط القروية والمهمشة.
كما تم عرض فيلم مؤسساتي وثلاثة مقاطع فيديو وثائقية تطرقت إلى مراحل تطور المبادرة منذ انطلاقتها، مستعرضة التحولات التي عرفتها بين مرحلتها الأولى المرتكزة على محاربة الفقر والهشاشة، والمرحلة الثانية المعززة لحكامة البرامج، وصولًا إلى المرحلة الثالثة (2019-2023) التي أولت أهمية خاصة للرأسمال البشري والشباب والتعليم الأولي.
شهادات حية وتكريم للمبادرات الناجحة
اللقاء عرف أيضًا عرض ربورتاجات توثق لمشاريع ناجحة تم دعمها من طرف المبادرة، حيث أدلى ممثلون عن جمعيات شريكة ومستفيدون بشهادات تؤكد أثر الدعم العمومي في النهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي لفئات عريضة، منوهين بالمنهجية التشاركية التي تنهجها المبادرة في التتبع والتقييم والمواكبة.
وفي هذا السياق، تم توزيع شيكات دعم على عدد من حاملي المشاريع، في إطار تمويل مبادرات تروم خلق فرص الشغل وتحسين الدخل، خاصة في صفوف الشباب والنساء، ما يعكس انخراط المبادرة في دعم الاقتصاد المحلي والابتكار المجالي.
تجديد الالتزام الجماعي بمواصلة المسار
واختتم اللقاء بتجديد التأكيد من قبل المتدخلين على مواصلة التعبئة من أجل ترسيخ مكتسبات المبادرة الوطنية، والعمل على تنزيل برامجها المستقبلية وفق التوجيهات الملكية السامية التي تعتبر التنمية البشرية ركيزة أساسية في بناء مغرب متضامن ومتماسك.
وتمت، في ختام هذا الحدث، تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، عربون وفاء واعتراف بدوره الريادي في إطلاق هذا الورش الوطني المتجدد.
ويأتي هذا الاحتفال ليكرّس البعد الاستراتيجي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية كرافعة فعلية للتنمية الشاملة، ومؤشر على نجاعة النموذج التنموي الجديد الذي يضع المواطن في قلب السياسات العمومية.