إنطلقت اللجنة العلمية المكلفة بالحالة الوبائية بالمغرب، في تكثيف وتسريع وثيرة رصد وتقييم المعطيات الجديدة وتحليل أرقام الإصابات، تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية التي حملها الخطاب الأخير، والتي وضعت اللجنة العلمية في صلب القرارات الأساسية بفرض حجر صحي جديد وشامل، للحد من تفشي فيروس “كورونا”، حيث إلتقط خبراء اللجنة العلمية الإشارة الملكية بتحمل المسؤولية في رصد وتتبع الحالة الوبائية، والعمل على رفع تقارير علمية الى الجهات المسؤولة للنظر في طبيعة الحجر الصحي، حيث شرع خبراء اللجنة العلمية، في إجراء تحليل دقيق لكافة المؤشرات والمعطيات المتوفرة من أجل اتخاذ قرار نهائي حول ما يجب نهجه لوقف الزحف المخيف لجائحة كورونا.
وباشرت اللجنة اجتماعات مستعجلة ومكثفة، على إثر توجيهات الخطاب الملكي، بعد حصول اللجنة على ما يشبه التفويض لاتخاذ ما تراه مناسبا لحماية الوطن والمواطنين في المرحلة القادمة، بما فيها إعادة فرض الحجر الصحي، كما تعمل اللجنة على التنسيق مع مصالح وزارة الصحة ووزارة الداخلية، لرصد المدن الموبوءة وتتبع طبيعة القرارات والاجراءات المتخذة للحد من انتشار الوباء.
وتعمل اللجة العلمية، على رصد أرقام الأسبوع حاسما، حيث من شأن استمرار ارتفاع الإصابات الجديدة والوفيات أن يعجل بالإعلان عن مرحلة أخرى من الحجر الصحي ستبدأ على الأرجح مطلع شتنبر، وستدوم لشهر على الأقل، لكن إن لوحظ بعض التحسن في الحالة الوبائية ببلادنا فإن قرار اللجنة لن يتجاوز تشديد الإجراءات داخل المناطق الموبوءة .
وترصد اللجنة، الارتفاع في معدل الإصابة بفيروس كورونا، وبلوغه 4,3 حالات لكل مائة ألف نسمة، و نسبة الفتك الإجمالية إلى 1,7 في المائة نتيجة 41 وفاة إضافية رفعت حصيلة الوفيات إلى 858، حيث حذرت الوزارة ، من أن معدل الوفيات “سيرتفع بشكل تدريجي إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه“، والمقصود هوحالة “التراخي والتهاون” مع إجراءات التباعد الاجتماعي والتعقيم الموصى بها من طرف السلطات الصحية.
ويتابع خبراء اللجنة العلمية أولا بأول مستجدات الحالة الوبائية ببلادنا ويجرون تحليلا دقيق لكافة المؤشرات والمعطيات المتوفرة، حيث وضعوا سيناريوهات لتطويق الأزمة الوبائية المتفاقمة، لعل أسوأها،هو العودة إلى الحجر الصحي الكلي”
وكان أعضاء اللجنة العلمية والتقنية الاستشارية، مولاي هشام عفيف وشكيب عبد الفتاح، دعوا الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي أو أمراض القلب والأوعية الدموية، ليتحلوا بالمزيد من اليقظة، حيث اعتبرت اللجنة العلمية الاستشارية، أن خطر حدوث مضاعفات تظل أكثر تواترا لدى الأشخاص ذوي الهشاشة.
ويشدد أعضاء اللجنة، على أن الشباب الذين لا تظهر عليهم أية أعراض، مدعوون للحد قدر الإمكان من أي اتصال جسدي مع الأشخاص المرضى أو كبار السن، داعين هذه الفئة إلى التحلي بروح المسؤولية وعدم تعريض أقربائهم لمخاطر يمكن أن تكلفهم حياتهم.
وكان خبير وعضو باللجنة العلمية التقنية بوزارة الصحة، أكد أن المغرب قد يشهد تسجبل 1000 إصابة يوميا بفيروس كورونا المستجد، بعدما شرعت المملكة في استئناف مختلف الأنشطة المتوقفة لأزيد من 3 أشهر، حيث أوضح خبير طبي وأحد أعضاء اللجنة العلمية بوزارة الصحة ، أن المغرب وبعد تخفيف الحجر الصحي بشكل شبه كامل، معرض لخطر انتقال العدوى بشكل كبير بين المغاربة خلال الأيام المقبلة، ولاسيما بعد شروع الفضاءات العمومية والترفيهية في استئناف أنشطتها بشكل شبه عادي ، مؤكدا أن الخطورة البالغة تكمن في تسجيل حالات متفرقة داخل الأحياء وفي أوساط العائلات، حيث يصعب التحكم في إنتشار العدوى في هذه الأوساط.