نظّم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بالتعاون مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومنظمة اليونسكو، وكلية علوم التربية بالرباط، والمجلس الإفريقي للتعلم مدى الحياة، ومعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، يوماً دراسياً بعنوان “التعلم مدى الحياة”. الحدث، الذي أقيم في مقر المجلس بمدينة الرباط، شهد مشاركة واسعة من ممثلين عن مختلف القطاعات التربوية والبحثية على المستوى الوطني والدولي.
ويهدف اليوم الدراسي إلى تسليط الضوء على أهمية التعلم مدى الحياة في تطوير الرأسمال البشري بالمغرب، مع التركيز على التحديات والفرص الراهنة والمستقبلية. كما يسعى إلى تقاسم التجارب والممارسات المبتكرة التي تعزز التعاون المستدام بين مختلف الفاعلين في مجال التعليم والتكوين.
في هذا السياق، أكدت الجهات المنظمة أن اللقاء يمثل فرصة حقيقية للتفاعل والنقاش حول كيفية تعزيز نشر المعرفة وتعميم التعليم للجميع، وذلك تنزيلاً لمقتضيات دستور المملكة المغربية 2011، ورؤية 2030 للتربية والتكوين، بالإضافة إلى قانون الإطار رقم 51.17 الذي يحدد معالم التعليم في المملكة.
تطرق المشاركون في اليوم الدراسي إلى محورين رئيسيين: الأول تناول “واقع وآفاق التعلم مدى الحياة في المغرب”، بينما ركز الثاني على “المبادرات والبرامج التي نفذتها مختلف مكونات منظومة التربية والتكوين لتعزيز التعلم مدى الحياة”. كما استعرض الحضور تجارب رائدة في هذا المجال، وتبادلوا أفضل الممارسات لتطوير نظام تعليمي مستدام.
وفي ختام اليوم الدراسي، دُعي المشاركون إلى التفكير والعمل المشترك من أجل بناء نظام متكامل للتعلم مدى الحياة يضمن استدامة التطوير التربوي في المغرب ويعزز دوره في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات.
كما شهد الحدث حضور ممثلين عن وزارة التربية الوطنية، مكتب التكوين المهني، وزارة التعليم العالي، إلى جانب خبراء وفاعلين من المجتمع المدني، مما يعكس الاهتمام الكبير بتطوير منظومة التعليم في المملكة وتوسيع آفاق التعلم المستمر.
هذه المبادرة تأتي في وقت حساس، حيث يعكف المغرب على تعزيز استراتيجيات التعليم لتحقيق تطلعات الأجيال القادمة في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا والابتكار.