كان المطبخ المغربي حاضرا بقوة في المهرجان الأول للطبخ الابداعي الذي أطلقته مؤخرا وزارة الشؤون الخارجية البنمية، بتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والبيئة.
وتم، بمبادرة من سفارة المملكة في بنما، تقديم طبق مغربي تقليدي في اطار هذه التظاهرة، التي تقام بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطبخ المستدام. وذكر بلاغ لسفارة المغرب في بنما أن هذا الحدث، الذي أقيم عن بعد بسبب القيود الصحية المرتبطة بوباء كوفيد-19، عرف مشاركة مختلف السفارات المعتمدة في هذا البلد، والتي تمت دعوتها لتقديم أطباق أصيلة تعتمد على فن الطبخ التقليدي لبلدانهم، مصحوبة بمكونات بنمية.
واستجابة للمعايير المطلوبة للمشاركة في هذا المهرجان الدولي للطبخ الذي يشجع الحوار بين الثقافات، تم اختيار وصفة مبتكرة لطاجين الدجاج التقليدي المغربي، مصحوبة بأرز على الطريقة البنمية.
ويتعلق الأمر بإعداد أصيل يجمع بين المكونات والتوابل التقليدية للطاجين المغربي، مع تحضير بنمي فريد للأرز مع غواندو، الشبيه بالفاصوليا السوداء، والذي يستعمل على نطاق واسع في فن الطبخ في هذا البلد الكاريبي.
وأبرز المصدر ذاته أن إدخال غواندو، وهو عنصر رمزي للمطبخ البنمي، ومناطق الكاريبي الأخرى، في إعداد طاجين الدجاج، مثل وصفة جديدة حظيت بتقدير كبير لإبداعها، دون محو النكهات الدقيقة للمطبخ المغربي .
وواكب العرض التفصيلي لتحضير هذا الطبق الأصيل، في مقر إقامة المملكة في بنما، تعليقات حول ثراء وتنوع المطبخ المغربي الذي يحظى بمكانة دولية معترف بها.
وتلبي جميع العناصر المختارة لهذه الوصفة، من الدجاج إلى غواندو مرورا بالتوابل المختلفة، احتياجات نظام غذائي مستدام وصحي ومتوازن، كما توصي به مبادئ اليوم العالمي للطبخ المستدام، الذي أقرته الأمم المتحدة ويحتفل به في 18 يونيو من كل سنة.
وتم تقديم شرح عن القيمة الغذائية والفوائد الصحية للمستهلك فضلا عن دورها في الحفاظ على البيئة وسلامة الغذاء لكل مكون من مكونات الوصفة. كما تم تسليط الضوء على أهمية هذا التراث غير المادي للحضارة المغربية من خلال إظهار الحفاظ على تقاليد الطبخ الوطنية التي تتجدد باستمرار وتتكيف مع التحدي المتمثل في الحفاظ على نظام غذائي صحي.
وأعقب تقديم الطبق المغربي طقوس الشاي بالنعناع كرمز لقيم الود وكرم الضيافة التي تميز الشعب المغربي. كما تم ابراز فن المائدة وتطورها وجمالياتها كرمز من رموز فن العيش على مدى تاريخ المملكة. وحظيت مشاركة المغرب، إلى جانب مشاركات البلدان الأخرى المعتمدة لدى بنما، في هذا المهرجان الدولي الأول لفن الطبخ الإبداعي، بتقدير كبير من طرف الجمهور البنمي المتحمس لاكتشاف نكهات جديدة.