شدد حزب التقدم والاشتراكية، على أنه في ظل الغلاء الفاحش الذي ضرب كل المواد بالمغرب، الفلاحون الصغار والمتوسطون ومربو الماشية يعيشون معاناة حقيقية بسبب ارتفاع أثمنة الأعلاف وقلتها والمضاربة فيها.
وأشارت البرلمانية عن الحزب في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، أن العيد تحول عند الأسر المغربية من مناسبة للفرح واللمة العائلية إلى مبعث للقلق والحزن، بسبب ارتفاع أثمنة أضحية العيد.
وأبرزت أن الوزارة خصصت تحفيزات إضافية من المال العام لكبار مستوردي الأغنام من الخارج، منها إعفاءات ضريبية وجمركية ودعم يصل إلى 500 درهم للرأس.
وأكد الحزب، على أن الدعم الذي خصصته الحكومة لمستوردي الأغنام يدخل ضمن نطاق الريع، ودعم “لمول الشكارة” من جيوب المغاربة، تماما كما فعلت الحكومة مع رؤوس الأبقار المستوردة الموجهة للذبح، والتي لحد الآن لم يلمس المواطنون انخفاض ثمنها في السوق.
وشددت على أن المستفيد الأول من هذا الدعم هو أرصدة كبار المستوردين، متسائلة عن ما قدمته الحكومة لصغار الفلاحين والكسابة البسطاء، وهل باستطاعة المغاربة شراء أضحية العيد بثمن مناسب.
من حهته قال محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن استيراد الأغنام سيزيد في الأيام المقبلة.
وأشار في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أنه منذ يناير المنصرم شرعت الوزارة في التحضير لعيد الأضحى، عبر مسطرة ميدانية، تنطلق من تتبع وحدات تسمين الأغنام والماعز الموجهة لأضاحي العيد.
إلى جانب ترقيم رؤوس الأغنام والماعز الموجهة للذبح، والتتبع والمراقبة الصحية وحماية القطيع من الأمراض المعدية، ومراقبة الأدوية والأعلاف البيطرية المستعملة، وتعزيز الأسواق الموجودة ب 34 سوقا مؤقتة للأغنام والماعز بتعاون مع وزارة الداخلية، وتعليق الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة لبعض الأعلاف، والتقييم الدقيق لتوقعات العرض والطلب.
وأوضح الوزير أنه في هذه السنة ونظرا لوضعية الجفاف والتضخم التي أدت إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج، لجأت الحكومة إلى الاستيراد بصفة استثنائية ومؤقتة للحفاظ على القطيع الوطني واستقرار الأثمان عند المستهلك.
وذكر أن الحكومة قامت بإعفاء المستوردين من الرسوم الجمركية، ومنحتهم دعما يصل إلى 500 رأس، مؤكدا أن هذا الإجراء هم جميع المستوردين سواء الكبار أو الصغار.
ولفت إلى أنه تم تسجيل 214 ألف وحدة وضيعة لإعداد الأضاحي، وترقيم 5.8 مليون رأس، والعرض يفوت الطلب.
وشدد على أن الحالة الصحية للقطيع جيدة، حيث أجرت مصالح الوزارة أكثر من ألف مهمة ميدانية للمراقبة، ومنعت بيع فضلات الدواجن، وأتلفت الأدوية البيطرية غير المرخصة.
وأكد أن إجراءات الحكومة بما فيها الاستيراد كلها مدروسة ومتقونة وهدفها التخفيف من معاناة المواطنين في هذه الظروف.