كشفت اللجنة العلمية بوزارة الصحة، عن وصول المغرب لـ15 في المائة من عملية التلقيح، مؤكدين أنها نسبة مهمة يسجلها المغرب مع وصول اللقاحات الى ما يفوق 4 ملايين تلقيح و بنحو 800 ألف تلقيح على مستوى الجرعة الثانية، تفعيلا للإستراتيجية الوطنية في الوصول الى مناعة جماعية بتحقيق نسبة بين 70 و 80 في المائة من عمليات التلقيح بالمغرب.
وأظهرت الإستراتيجية المغربية في التلقيح، بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك و التدابير الإستباقية في التواصل وخلق شراكات وتوقيع عقود مع الشركات العالمية المنتجة للقاحات، من إحتلال المغرب مركز مهم وسط الخريطة العالمية للتلقيح.
ومكنت حملات التلقيح المغرب، من توفير مجانية اللقاحات للجميع سواء المغاربة والأجانب، حيث يتواصل سير عملية تلقيح الرعايا الأجانب المقيمين بمختلف مناطق المملكة في ظروف جيدة قوامها تنظيم محكم وتنسيق عالي بين مختلف السلطات المحلية والصحية والإدارية على المستويين المحلي والجهوي.
وخلفت هذه الحملة المجانية صدى إيجابيا في أوساط المقيمين الاجانب الذين أعربوا عن امتنانهم وعرفانهم للالتفاتة الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس التي فتحت باب الاستفادة من حملة التلقيح في وجههم، على غرار جميع المواطنين المغاربة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 وأزيد من 75 سنة.
كما أبدوا إعجابهم الكبير بالسلاسة التي تطبع مختلف مراحل هذه العملية التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك، بدءا من إرسال رسالة نصية إلى الرقم 17 17 وحجز موعد التلقيح، مرورا بظروف الاستقبال الممتازة، وانتهاء بتلقي جرعة اللقاح تحت إشراف أطقم طبية وتمريضية.
ويختزل المشهد في مراكز التلقيح بالعاصمة الرباط الأجواء التي تجري فيها العملية بباقي ربوع المملكة، حيث يحرص المستفيدون الأجانب على حجز موعد قبلي لتفادي الاكتظاظ، طبقا للبروتوكول الصحي المعمول به من لدن وزارة الصحة، ليتم التكفل بهم فور قدومهم إلى المركز المخصص لهم من قبل فريق طبي وإداري مجند لخدمتهم كما هو الحال بالنسبة لباقي المواطنين المغاربة.
و قال رئيس جمعية “فرنسيو الرباط”، فريدريك باور، إن عملية التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد “تتم في ظروف جد جيدة” مشيدا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالالتزام والتجند القويين للمشرفين عليها كل من موقعه، وأضاف باور “رجال السلطة طرقوا أبوابنا من أجل إبلاغنا بمواعيد وأماكن تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، حسب الفئات العمرية”، مشيرا الى أنه عقب تلقي الجرعة الأولى، تم تحديد موعد للجرعة الثانية.
وكانت المملكة من الدول السباقة إلى اعتماد برتوكول علاجي أثبت نجاعته في مواجهة الوباء، واستطاع المغرب من خلاله تجنب الأسوأ فيما يخص انتشار الجائحة، وتحديد اللقاحات المناسبة لظروفه مبكرا “المتعلقة بالتخزين والتبريد”، من خلال اختياره لقاحي “أسترازينيكا” و”سينوفارم”، وتقديم طلبياته بخصوصهما، قبل صدورهما، في وقت لم تكن دول عديدة قد حسمت خياراتها، وبفضل هذه الرؤية والتدبير الاستباقي، تمكنت المملكة من الحصول مبكرا على جرعات مهمة من اللقاحين (بلغت 8 ملايين جرعة)، ووضعت من أجل إنجاح حملتها الوطنية، استراتيجية تلقيح على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي حيث تم تهيئ مستودع وطني لتخزين اللقاحات، ووضع خطة الاستقبال وتخزين وتوزيع اللقاح في ظروف آمنة، فضلا عن إحداث محطات للتلقيح، عبارة عن وحدات ملحقة بالمراكز الصحية، تقدم خدماتها عبر نمطين ، النمط القار باستقبال الساكنة بمحطة التلقيح، والنمط المتنقل حيث تنتقل الفرق الملحقة بمحطة التلقيح، وفقا لبرنامج محدد مسبقا للنقاط المعدة لهذه العملية كالمستشفيات والجامعات، كما تم اعتماد مبدأ التدرج بالنسبة للمستفيدين من اللقاح، وشمل في المرحلة الأولى من الحملة، الفئات ذات الأولوية. ويتعلق الأمر بمهنيي الصحة البالغين من العمر 40 سنة فما فوق، والسلطات العمومية والقوات المسلحة الملكية وكذا نساء ورجال التعليم ابتداء من 45 سنة والأشخاص المسنين البالغين 75 سنة فما فوق.
و أطلقت بالسجن المحلي “تيفلت1″، الأربعاء، حملة تلقيح ضد فيروس (كوفيد-19) لفائدة نزلاء بهذه المؤسسة السجنية، حيث يستفيد من هذه العملية التي تندرج في إطار الحملة الوطنية المجانية للتلقيح المضاد “للكوفيد 19″، التي كان قد أطلقها جلالة الملك محمد السادس يوم 28 يناير، مجموعة من السجناء ممن تتوفر فيها الشروط الموضوعة لهذا الغرض، وهكذا، فإن نحو عشرين نزيلا تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق استفادوا من الجرعة الأولى من اللقاح أشرفت عليها أطقم طبية تابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ووزارة الصحة.
واعتبر رئيس مصلحة العلاجات الصحية بالمندوبية المذكورة، توفيق أبطال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ان هذه العملية تتم في ظروف جيدة، وأشار أبطال إلى أن “نزلاء المؤسسات السجنية استفادوا من حملة التطعيم هاته في جميع أنحاء التراب الوطني، حسب فئتهم العمرية، على غرار مواطنيهم خارج السجون”، منوها بتعبئة الأطر الطبية وشبه الطبية لمديرية السجون الذين يعملون تحت إشراف الأطر الصحية التابعة لوزارة الصحة.
يذكر أن الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد19 تروم تحقيق المناعة لجميع مكونات الشعب المغربي (30 مليون، على أن يتم تلقيح حوالي 80 في المائة من السكان)، وتقليص ثم القضاء على حالات الإصابة والوفيات الناتجة عن الوباء، واحتواء تفشي الفيروس، في أفق عودة تدريجية لحياة عادية.