أثار اعتراف منظمة الأممية الاشتراكية بحركة “صحراويون من أجل السلام” كعضو مراقب داخل هيكلها الدولي ردود فعل غاضبة من طرف جبهة البوليساريو، التي وجهت رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى قيادة المنظمة، وهو ما اعتبره رئيس شبيبة الحركة، سيدي السباعي، مؤشراً على “ارتباك شديد وانزعاج هستيري” من التوسع المتنامي للاعتراف الدولي بمبادرات سياسية صحراوية مستقلة عن الجبهة.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، شدد السباعي على أن رد فعل البوليساريو يكشف عن “عدم قدرة مزمنة على تقبل مبدأ التعددية السياسية داخل الجسم الصحراوي”، معتبرا أن “الهجوم على الحركة واتهامها بالعمالة ما هو إلا امتداد لنهج تقليدي تنتهجه الجبهة كلما برز صوت صحراوي خارج منظومتها يحاول طرح مقاربة مختلفة لتسوية النزاع”.
وأضاف رئيس شبيبة الحركة أن “صحراويون من أجل السلام” تمثل صوتاً أصيلاً من داخل النسيج الصحراوي، يسعى لإيجاد حل سياسي سلمي ينهي معاناة سكان المخيمات، رافضاً ما وصفه بـ”حملات التشويه الممنهجة التي لا تقوم على أي أساس واقعي أو قانوني”.
وأشار السباعي إلى أن مشاركة نساء من الحركة في أشغال قمة مجلس النساء الاشتراكيات، زادت من حدة التصعيد، ما يدل – بحسبه – على تخوف البوليساريو من أي انفتاح دولي على قوى صحراوية بديلة، يمكن أن تُحدث توازناً في الرواية السياسية بشأن قضية الصحراء.
وأكد المتحدث أن الاتهامات المتكررة بالخيانة “لن تغيّر من واقع أن الحركة كيان مستقل، لا يتبع المغرب ولا أي جهة أخرى، بل يسعى لتمكين الصحراويين من آليات التعبير والتقرير داخل إطار ديمقراطي وتعددي”، مشيراً إلى أن منطق الإقصاء الذي تعتمده البوليساريو لا يخدم القضية، بل يكرّس العزلة ويفتح المجال أمام مزيد من النقد الدولي لاحتكارها التمثيلية.
وفي ختام تصريحه، أكد السباعي أن الحركة ستواصل انخراطها في المسارات السياسية الدولية الهادفة إلى دعم الحوار والانفتاح، مشدداً على أن “العودة إلى مقالات صحفية قديمة لتقويض شرعية الحركة لن تغير من الحقائق الميدانية، وأن الحقيقة تُبنى بالفعل الديمقراطي وليس بالدعاية”.