أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بات موعدًا ثقافيًا لا غنى عنه في المشهد الثقافي المغربي، لما يمثله من دعامة حقيقية لترسيخ فعل القراءة والنهوض بمجال الكتاب، خاصةً الكتاب المغربي.
وفي تصريح للصحافة، على هامش افتتاح الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أبرز الوزير أن المعرض يعكس توجهاً استراتيجياً نحو إدماج الكتاب في صلب الصناعات الثقافية الوطنية.
وأشار بنسعيد إلى أن الإقبال المتزايد على القراءة يفتح آفاقاً جديدة، مبرزًا أن الوزارة تدرس إمكانية تنظيم مناظرة وطنية حول واقع القراءة، في ظل التحولات التي تفرضها الرقمنة وتطورات الذكاء الاصطناعي، ما يستدعي إعادة التفكير في وسائل تحفيز القرّاء، وتقريب الكتاب من مختلف فئات المجتمع.
وأضاف أن مناظرة ثانية ستُعقد بعد اختتام فعاليات المعرض، تهدف إلى الخروج بتوصيات عملية لتوسيع قاعدة الوصول إلى الكتاب داخل الأسرة المغربية، بشراكة مع مختلف الفاعلين في القطاع، من مؤسسات ومجتمع مدني، سعياً لتطوير صناعة الكتاب على أسس متينة ومستدامة.
ويشهد المعرض في دورته الثلاثين، الممتدة من 18 إلى 27 أبريل الجاري، مشاركة 756 عارضاً يمثلون 51 بلداً، بينهم 292 عارضاً مباشراً و464 بالوكالة، مما يمنح المعرض طابعاً دولياً وحضوراً ثقافياً غنياً ومتعدداً.
وتكرم هذه الدورة إمارة الشارقة كضيف شرف، إلى جانب الاحتفاء بمغاربة العالم الذين يسهمون في تعزيز إشعاع الهوية المغربية متعددة الأبعاد خارج أرض الوطن، في حين يقدم المعرض ما يزيد عن 100 ألف عنوان تغطي مختلف مجالات المعرفة والإبداع الأدبي.
الرباط تواصل إذن ترسيخ مكانتها كعاصمة ثقافية حاضنة للكتاب والقراءة، في لحظة يتقاطع فيها الحاضر الرقمي مع سؤال المعرفة التقليدية.