تجري أمام أعيننا تحركات عديدة، مما يدفعنا إلى طرح السؤال: أهي مصادفات أم أجندات؟ هل تسير الأمور بشكل عفوي أم أن هناك من يدير الأمور من خلف الستار؟ فالمعارك كيفما كانت في جزء منها هي مسرحية، لكن قد تكون دراماتيكية، يمسك بخيوطها مخرجون من طراز كبير، حتى يعتقد الممثل أنه يعيش الحقيقة..
ليس مصادفة، في نظرنا، أن تصدر وثيقة اسمها 11 يناير “للمطالبة بإطلاق المعتقلين السياسيين”، في وقت دقيق. وثيقة تحمل إهانة لمجمل تاريخ المغرب، فالوثيقة الأولى كانت في مواجهة الأجنبي..وحتى لو أردنا وثيقة مغربية خالصة لكانت من أجل الجهاد الأكبر..وثيقة مطالبة بالتنمية والمساواة والعدالة الاجتماعية، لا وثيقة تدافع عن رابورات وبودكاستات مدخولهم بالملايين من خلال سب وشتم الناس والمؤسسات.
لا نعتقد أن الأمر مصادفة أن تصدر الوثيقة متزامنة مع محاضرة لزعيم “ثورة الكمون” حول الدين والدولة في العالم العربي، التي بشّر فيها بموجة جديدة من الربيع العربي، بعدما حدث في السودان والعراق ولبنان، وقال إن الدور قادم على الجزائر والمغرب..من استمع إلى المحاضرة يقول إنها غير ذات معنى فكري بشكل نهائي، وهي إنشاء بئيس بما يعني أنها ليست محاضرة في الفكر ولكن فرصة للدعوة إلى الفوضى باسم الربيع العربي.
ونجزم أن دخول أحد عبيده رسميا إلى المغرب، بعدما كان يعيش على حسابه في أمريكا، والشروع في إطلاق التصريحات يمينا ويسارا، ليس أيضا صدفة..
هي خطة محبوكة لكنها بليدة..لقد انكشف أمرهم من أول خروج لهم وتبين أن المجموعة تُعد العدة منذ فترة، حيث لا يمكن ترميز “مناضلة” كل رصيدها تورطها في جريمة..وكي تصبح ذات مصداقية نظموا لها رحلة إلى المشرق كي تلتقي رموزا وطنية وعربية من باب تبييض الماضي البسيط والأسود ومن باب صناعة الرموز حتى لو كانت تافهة.
قلناها ونقولها ونكررها أن المغرب ليس بعيدا عن الاستثمار في الأجندات داخل رقعة مشتعلة، تتميز اليوم بالصراع في ليبيا، الذي يمكن أن يطلق اليد للدواعش بكشل كبير..كنا دائما سباقين للقول إن خط الدواعش وخط المجموعات التي تزعم الدفاع عن الحقوق والحريات واحد..بدليل التحالف بين برهان غليون، الكاتب والمفكر والأستاذ بأرقى جامعة عالمية، وعدنان الشقفة أحد رموز الإخوان وأبو محمد الجولاني أحد رموز التطرف الديني والإرهاب.
قد تكون موجة الإخوان لم تعد مغرية في الاستثمار الدولي بعد ان انكشف عوارها وتبين أنهم مجرد عملاء وأدوات في أجندات التقسيم والخريب، وبالتالي ستكون الموجة الحالية عبارة عن “سلاطة” تجمع دعاة الحرية الفردية وحرية الاعتقاد بجهاديين بمنتمين لجماعات متطرفة، حتى تكتمل الصورة، ويتم إخفاء الجوهر المتطرف خلف عناوين ليبرالية براقة.
نعم للحقوق والحريات ولا تراجع عنها، لكن لا ينبغي أن نغفل عن أمر مهم، هو أن هذه العناوين الكبرى كانت هي الأساس في إعادة احتلال الشعوب وتمزيقها..