من وسط الأحياء المتفرقة في مدينة زايو بإقليم الناظور، تتعالى أصوات القلق المكتوم، حيث لا صوت يعلو على حديث “المرض الغريب” الذي أخذ في الانتشار بين السكان بشكل مثير للريبة.
شكايات متكررة عن آلام حادة في البطن، غثيان مستمر، وإرهاق لا تفسير له، تُروى في صمت بين الأسر، وتُواجه بصمت أكبر من الجهات الرسمية.
الصيدليات المحلية لم تكن بعيدة عن هذا النبض الميداني، بل وجدت نفسها في قلب العاصفة. إذ تفيد مصادر مهنية بأن الطلب على أدوية المعدة ومضادات التقيؤ بلغ مستويات غير معهودة، وصلت حدّ نفاد بعض الأدوية الأساسية من الرفوف.
مشهد يعكس حجم الاضطراب الصحي الذي يُخيم على المدينة، ويطرح علامات استفهام جدية حول أسبابه.
ورغم تسارع وتيرة الإصابات، ما تزال الجهات الصحية تلتزم الصمت، وكأن الأمر لا يستدعي الطوارئ، تاركة السكان يتخبطون بين إشاعات محلية وفرضيات متضاربة، تتراوح بين احتمال انتشار فيروس معوي موسمي وبين فرضيات تتعلق بنوعية المياه أو المواد الغذائية المتداولة.
في ظل هذا الصمت الرسمي، ارتفعت أصوات من داخل القطاع الصحي المحلي، تطالب بتدخل عاجل للسلطات الصحية الإقليمية والجهوية. دعوات لتشكيل لجان مختصة، وإيفاد فرق تقصي، قبل أن يتحول الوضع إلى أزمة صحية مفتوحة يصعب تطويقها.
زايو، التي تعوّدت على هدوء يوميّها البسيط، تجد نفسها اليوم في مواجهة سيناريو صحي غامض، لا أحد يملك له جوابًا. والساكنة لا تطلب الكثير، فقط “تفسيرًا صادقًا” لما يجري… قبل أن يصبح الأوان قد فات.