قال المغاربة قديما وحديثا “الفران تدخل النار من فمه”. ولم يبحث أحد عن حقيقة محمد زيان ووهيبة خرشش منذ أن أصبح الشريط المعلوم من الماضي، ودخل تاريخ الأفعال الشائنة، إلى أن نطق المحامي بهيئة الرباط والزعيم المطرود من الحزب المغربي الحر، ففي غمرة نشوته وانتصاره وهو يشارك في وقفة احتجاجية ضد “باس كوفيد” أكثر المشاركين فيها من النشاء والقاصرين، شرع في الحديث دون أن يسأله أحد عن موضوع الضابطة السابقة الهاربة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمفصولة من سلك الأمن بسبب الغياب.
في علم النفس هناك قاعدة تقول بأن الحقيقة تختفي وراء المغالطة، فقد أراد زيان التغطية على التهم التي يتابع من أجلها، لكن فضح نفسه بعد أن كادت قضيته مع وهيبة خرشش يأكلها النسيان.
كانت الفرقة الوطنية شرعت في التحقيق مع محمد زيان على خلفية اتهامات وجهها لأجهزة رسمية، وبعد تقديمه أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالرباط وفق المسطرة القانونية، طالبت هذه الأخيرة بإعادة التفصيل في الملف حيث أعادته مرة أخرى إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وعندما سئل زيان، أثناء الوقفة المذكورة، كان مفروضا فيه وهو رجل القانون والوزير السابق أن يتحفظ من الإجابة باعتبار الملف قيد التحقيق، غير أنه شرع في “الدخول والخروج في الكلام” كما يقال.
بدل الحديث عن التهمة الحقيقية، وما كان ينبغي له أصلا، قال إن وهيبة خرشش رفعت دعوى قضائية ضد مالك فندق بسلا وضد صحيفة إلكترونية معروفة لأنها نشرت فيديو يجمع المحامي بالضابطة السابقة وما يهمها ويهمه اليوم هو معرفة من سرّب الفيديو، وهو اعتراف بأن المضامين ثابتة، وكل ما يهمهم اليوم هو من قام بالتسريب وزعم زيان أنهما يعرفانه. ففضح نفسه وعرى ما كان في موقع الشك.