كشفت صحيفة “شبيغل” الألمانية، علاقة النظام الايراني بجبهة البوليساريو الانفصالية، و تزويد طهران للمليشيات بصواريخ أرض-جو، والإشراف على معسكرات تدريب انفصاليي الجبهة في الجزائر بتعاون مع حزب الله، وقالت الصحيفة الألمانية في تقرير لها حول توغل النظام الايراني بافريقيا ، أن طهران مستمرة في سياسة التغلغل بالقارة السمراء، مشيرة الى هناك مجموعات مدعومة بالفعل من طرف إيران وتشن حملات ضد مصالح الغرب والعرب السنة وإسرائيل، وأصبح ذلك جليا ومعروفا خلال تفكيك الخلايا الإرهابية في إثيوبيا وأوغندا.
وأوضحت “تاغس شبيغل”، أن دعم إيران لجبهة البوليساريو نابع من بحثها عن اكتساب نفوذ بالمناطق غير المستقرة، مضيفة، أن الجبهة ستتوصل من إيران بصواريخ أرض-جو، وأيضا تحضر لمعسكرات تدريب مع حزب الله في الجزائر لتدريب انفصاليي الجبهة.
وكان المغرب، أعلن في شهر ماي 2018، عن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب دعم طهران لجبهة البوليساريو ومدها بالأسلحة، وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، حينها في مؤتمر صحفي إن الرباط ستغلق سفارة إيران وتطرد سفيرها، واتهم حزب الله اللبناني بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو.
ودقت الصحيفة، أن ناقوس الخطر الإيراني يدق في إفريقيا، بعدمات زودت “البوليساريو” بصواريخ متطورة فضلا عن ارسالها لعناصر من “حزب الله” لتدريب الانفصاليين في المخيمات التي تأويهم على الأراضي الجزائرية، وسلطت الصحيفة الضوء على التوتر القائم بين الرباط وطهران، ومحاولتها تقويض استقرار شمال إفريقيا عبر دعم خصوم المغرب لوجيستكيا .
وكان سفير اليمن المعتمد لدى المغرب، عز الدين سعيد الأصبحي، قال إن “الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب يضمن الاستقرار لكل المنطقة” مؤكدا على “دعم بلاده الدائم لمغربية الصحراء”.
ونوه المتحدث بيقظة المغرب وفطنته بالمخططات الإيرانية في المنطقة، خاصة دعمها لـ “ملشيات الحوثي”. وأوضح أن “اليقظة المغربية تجلت في قطع العلاقات مع طهران بعد اكتشافه خطورة تسليح النظام الإيراني لجبهة البوليساريو”.
وشدد على أن “إيران تتبنى مشروعا أساسه الفوضى والمساس باستقرار المنطقة، مع الترويج لخطاب أساسه تصدير الثورة، وهو الشيء الذي لا يخدم السلم العالمي”.
وجاءت تصريحات السفير الأصبحي، اليوم الجمعة، في ندوة صحافية بالرباط، لعرض تطورات الأوضاع في اليمن، حيث أكد أن “مقترح الحكم الذاتي خطوة إيجابية ونموذج لحل مختلف المشاكل”، مشيدا بتجربة المغرب في مسار اللامركزية، وموردا أن اليمن يسعى إلى ترجمة هذه التجربة لتحقيق سلام داخلي وصيانة وحدته الترابية.
ووصف الدبلوماسي اليمني، مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمغربية بالخطوة الإيجابية والنموذج الصالح لحل مختلف المشاكل مشيدا بالتجربة التي خاضتها المملكة في مجال الإدارة اللامركزية، ولفت الأصبحي إلى أن “المغرب لازال على موقفه الداعم إيجابيا لقضية اليمن، بما في ذلك دعم المغرب لتحالف دعم الشرعية في اليمن”. وأكد أن “دعم المغرب لاستقرار اليمن هو على أعلى المستويات” وتابع أن “اليمنيين ينظرون إلى المغرب كداعم أساسي لتحقيق استقرار ووحدة وسلامة اليمن”
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية، قالت إن المستشار الأول للبعثة الدائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، محمد رضا سهرايي، عبر خلال هذا الأسبوع عن موقف بلاده الداعم لـ”تقرير المصير في الصحراء”، وأوضح المصدر ذاته، أنه حسبما جاء في وثيقة للأمم المتحدة نشرتها مؤخرا، فإن سهرايي دعا المغرب إلى “الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والطعن في سلامتها الإقليمية”، وأن يقبل بـ”تقرير المصير، واتهم مندوب إيران لدى الأمم المتحدة الحكومة المغربية بتجاهل “تقرير المصير”، مشددا على “ضرورة أن يلتزم المجتمع الدولي بتنفيذ جميع القرارات ومقررات الأمم المتحدة بشأن الصحراء”.