عقب الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل فجر الجمعة على مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، وما تلاها من ردود إيرانية، دخلت حالة من الفوضى والشلل الجزئي على حركة الطيران المدني في المنطقة، حيث سارعت شركات طيران دولية كبرى إلى تعليق رحلاتها أو تعديل مساراتها، في ظل الإغلاق الواسع للمجالات الجوية.
فقد أغلقت كل من إسرائيل، إيران، العراق، الأردن وسوريا أجواءها أمام الطيران المدني، في خطوة تعكس التصعيد الأمني الخطير الذي يهدد بانفجار أوسع في الشرق الأوسط.
شركات الطيران الكبرى تُعدّل بوصلتها
طيران الإمارات، أكبر ناقل جوي في المنطقة، أعلنت تعليق رحلاتها من وإلى كل من العراق، الأردن، لبنان وإيران، إلى إشعار آخر، وسط إجراءات احترازية لحماية ركابها وأطقمها.
الخطوط الجوية القطرية انضمت إلى قائمة الشركات المتأثرة، وقررت تعليق رحلاتها مؤقتاً إلى كل من إيران والعراق.
وفي فرنسا، علّقت شركة “إير فرانس” رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى إشعار آخر، مع إمكانية استبدال التذاكر مجاناً للمسافرين، بينما استمرت في تشغيل رحلاتها إلى لبنان وبعض المطارات الإقليمية الأخرى.
مجموعة لوفتهانزا الألمانية أعلنت من جهتها تمديد تعليق رحلاتها إلى طهران حتى نهاية يوليوز، وكذلك إلى تل أبيب للفترة نفسها، فيما ذهبت شركتها الفرعية سويس إير أبعد من ذلك بتعليق الرحلات إلى بيروت أيضاً حتى نهاية الشهر.
توجيهات ومخاوف دولية
هيئة الطيران الروسية (روسافياتسيا) دعت شركات الطيران الروسية إلى تجنب التحليق فوق أجواء إسرائيل، الأردن، العراق، وإيران، مع تمديد الحظر حتى 26 يونيو على الأقل.
وفي الهند، اضطرت شركة “إير إنديا” إلى تحويل أو إلغاء مسارات 16 رحلة دولية بين الهند ولندن وكندا والولايات المتحدة، بسبب التطورات السريعة فوق الأجواء الإيرانية.
أما في الإمارات، فقد توقعت سلطات مطار أبو ظبي “اضطرابات كبيرة” في جداول الرحلات، فيما أعلنت شركة مطارات دبي تأجيل أو إلغاء عدد من الرحلات في مطاري دبي الدولي وآل مكتوم.
تأثيرات واسعة على الملاحة الجوية
من جهة أخرى، أوقفت شركة دلتا الأميركية رحلاتها من نيويورك إلى تل أبيب حتى نهاية غشت، فيما علّقت يونايتد إيرلاينز رحلاتها إلى نفس الوجهة حتى إشعار غير محدد.
أما الخطوط الجوية اليونانية (إيجيان)، فأوقفت جميع رحلاتها إلى تل أبيب حتى 12 يوليو، وعلّقت كذلك رحلاتها إلى بيروت، عمّان وأربيل حتى 28 يونيو.
أجواء متوترة… وركّاب عالقون
الإغلاق الإسرائيلي للمجال الجوي أدى إلى شلل شبه تام في حركة الطيران من وإلى إسرائيل، ما دفع آلاف المسافرين لإعادة جدولة رحلاتهم أو إلغائها وسط حالة من الغموض بشأن تطورات الساعات المقبلة.
ويترقّب العالم بقلق بالغ ما ستؤول إليه الأوضاع في ظل تصعيد ينذر بتوسّع رقعة التوتر، ليس فقط سياسياً وعسكرياً، بل أيضاً اقتصادياً ولوجستياً، مع تعطل أحد أبرز الممرات الجوية الحيوية بين الشرق والغرب.