بعيدًا عن الزخم السياسي والتغطيات الإعلامية اليومية، كشفت مجلة “فوربس الشرق الأوسط” عن تصنيفها السنوي لأقوى الشركات العائلية في العالم العربي، لتُسلّط الضوء على الحضور اللافت للعائلات المغربية التي أثبتت أنها ركيزة أساسية في النسيج الاقتصادي الإقليمي.
اللافت في التصنيف كان بروز ثلاث عائلات مغربية، لكل منها مسار فريد في عالم الأعمال، يجمع بين الطموح والابتكار والتمدد الاستراتيجي.
في طليعة هذه الأسماء، تبرز عائلة بنجلون، التي استطاعت من خلال مجموعة BMCE Bank أن ترسم ملامح الريادة المصرفية المغربية على خارطة القارة الإفريقية.
لم يكن الأمر مجرد توسع نحو الجنوب، بل كان مشروعًا طموحًا يحمل رؤية مصرفية تُعلي من مكانة المغرب كفاعل محوري في النظام المالي الإفريقي.
أما عائلة بنصالح، فاختارت مسارًا متنوعًا للاستثمار من خلال مجموعتها “هولماركوم”، التي رسخت وجودها في قطاعات حيوية مثل الفلاحة، التأمين، الصناعات الغذائية والتوزيع.
نموذجها يعكس ديناميكية اقتصادية مرنة، تؤمن فرص عمل مستدامة وتتكيف بذكاء مع تقلبات السوق.
في المقابل، سلكت عائلة زنيبر طريقًا مختلفًا، إذ صنعت لنفسها مكانة ريادية في مجال الصناعات الكحولية. مصنعها في مكناس لا يُعد فقط منشأة إنتاج، بل أصبح مركزًا لتصدير منتجات عالية الجودة نحو الأسواق العالمية، في قطاع يشهد منافسة شرسة ويستلزم معايير صارمة.
ثلاث عائلات، بثلاث رؤى متباينة، تؤكد أن المغرب يملك طاقات اقتصادية هائلة تشتغل في صمت، وتبني مستقبلًا مبنيًا على التنوع، الاستدامة، والطموح العابر للحدود.