في أول ظهور رسمي له على رأس الكنيسة الكاثوليكية، أطلق البابا لاوون الرابع عشر نداءً مؤثرًا يدعو فيه إلى التمسك بالإيمان وسط عالم يتخبط في يقينيات جديدة، من تكنولوجيا طاغية إلى عبادة المال، ومن هوس بالنجاح إلى افتتان بالسلطة واللذة.
وأمام جوقة من الكرادلة المجتمعين داخل كنيسة سيستينا العريقة بالفاتيكان، قال البابا بالإيطالية: “لهذا السبب بالذات، تبدو مهمتنا ملحة (…) لأن انحسار الإيمان غالبًا ما يفتح الباب أمام المآسي.”
وجاءت كلماته هذه كرسالة تحذير روحية في زمن تتآكل فيه المرجعيات الدينية لصالح قيم مادية تُقدَّم على أنها يقينيات العصر. البابا الجديد، الذي خلف سلفه بعد فترة من الترقب داخل أروقة الفاتيكان، اختار أن يستهل مسيرته الروحية بطرح جوهري: إلى أين تمضي البشرية حين تستبدل الإيمان بالابتكار وتستبدل الرحمة بالمردودية؟
وبين أصداء الجدران المزخرفة للكنيسة التي شهدت انتخابه، بدت دعوة لاوون الرابع عشر بمثابة تذكير بأن الكنيسة ما زالت ترى نفسها حارسة للروح وسط ضجيج العالم.