تستعد مايكروسوفت للاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيسها، وهي شركة صنعت التاريخ في مجال التكنولوجيا، لكنها لم تنجح بالكامل في فرض نفسها على الإنترنت الاستهلاكي.
فرغم اعتبارها “شركة مملة” كما يصفها بعض المحللين، إلا أن قيمتها السوقية التي تقترب من 3 تريليونات دولار تجعلها واحدة من أكبر عمالقة وول ستريت.
منذ تأسيسها عام 1975 على يد بيل غيتس وبول ألين، أحدثت مايكروسوفت ثورة في عالم البرمجيات عبر نظام التشغيل “MS-DOS”، الذي تحول لاحقًا إلى “ويندوز”، ليصبح أكثر أنظمة التشغيل انتشارًا في العالم.
كما أصبحت مجموعة “أوفيس” (وورد، إكسل، باوربوينت) أداة أساسية في كل مكتب تقريبًا، رغم المنافسة المتزايدة من “غوغل دوكس”.
اليوم، تعتمد الشركة بشكل رئيسي على خدمات الحوسبة السحابية، حيث وجدت طريقة لتحويل “أوفيس” إلى خدمة قائمة على الاشتراك، مما عزز أرباحها رغم توافر بدائل مجانية قوية.
رغم نجاحاتها في مجالات البرمجيات والسحابة، بقيت مايكروسوفت متأخرة في القطاعات الموجهة للجمهور العام.
فعلى عكس “أبل” و”غوغل”، لم تفرض نفسها في مجال شبكات التواصل الاجتماعي أو الهواتف الذكية أو حتى محركات البحث، رغم محاولاتها عبر “إكس بوكس”، و”بينغ”، وشراء “لينكد إن”، واستحواذها على “أكتيفيجن بليزارد”.
كما فشلت في الاستحواذ على “تيك توك” عام 2020، لكن يبدو أنها لم تفقد الأمل، إذ تبقى ضمن الشركات المهتمة بالمنصة في ظل تهديدات حظرها في الولايات المتحدة.
تحت قيادة ساتيا ناديلا، أدركت مايكروسوفت مبكرًا إمكانات الذكاء الاصطناعي، واستثمرت بكثافة في “أوبن إيه آي” قبل أن تصبح هذه الشركة الناشئة نجمًا في وادي السيليكون مع إطلاق “تشات جي بي تي”.
وراهنت مايكروسوفت على دمج الذكاء الاصطناعي في محرك “بينغ”، في محاولة لاقتناص حصة من هيمنة “غوغل”، لكن النجاح لم يكن كما هو متوقع. ورغم ذلك، فإن الشركة لا تزال تراهن على الذكاء الاصطناعي كسلاحها الأبرز في المستقبل.
مع احتفالها بالذكرى الخمسين، تواجه مايكروسوفت سؤالًا جوهريًا: هل ستظل قوة تكنولوجية هائلة تهيمن على قطاع الأعمال والسحابة، أم أنها ستتمكن أخيرًا من تحقيق اختراق حقيقي في قطاع الإنترنت الاستهلاكي ومجالات التكنولوجيا المتجددة؟ الأيام المقبلة وحدها ستكشف عن الإجابة.