كشفت أحدث توقعات الحكومة للموسم الفلاحي أقل بكثير مما توقعته أثناء وضعها لقانون المالية الخاص بنفس السنة، وأفادت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بأن الانتاج المتوقع للحبوب الرئيسية الثلاثة لموسم 2022-2023، يقدر 55.1 مليون قنطار مقابل 75 مليون قنطارا توقعتها الحكومة في قانونها المالي 2023، وأوضحت الوزارة في بلاغ حول توقعات الموسم الفلاحي 2022-2023، أن هذا الإنتاج يأتي من مساحة مزروعة بالحبوب الرئيسية بلغت 3.67 مليون هكتار مقابل 3.57 مليون هكتار في 2021-2022، أي بزيادة نسبتها 2.8 بالمائة، وبحسب الأنواع، يتوزع هذا الإنتاج على النحو التالي: القمح اللين (29.8 مليون قنطار) والقمح الصلب (11.8 مليون قنطار) والشعير (13.5 مليون قنطار).
وأشارت الوزارة إلى أن أربع جهات ساهمت ب 82.9 في المائة من الإنتاج الوطني، بما في ذلك فاس-مكناس (27.1 في المائة)، والرباط -سلا-القنيطرة (26.5 في المائة)، والدار البيضاء-سطات (16.9 في المائة)، وطنجة-تطوان-الحسيمة (12.4 في المائة).
وأفادت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن معدل ملء السدود بلغ في 27 أبريل نسبة 33 بالمائة، مقابل 31 بالمائة في نفس الفترة من الموسم السابق. وبلغت حقينة السدود ذات الاستعمال الفلاحي حوالي 4.48 مليار مكعب مقابل 4.26 مليار في الموسم السابق في نفس الفترة.
وجاء في بلاغ صادر عن الوزارة أنه إلى متم 27 أبريل 2023، سجل الموسم الفلاحي تساقطات مطرية تراكمية بلغت 207 ملم، بانخفاض بحوالي -36 بالمائة مقارنة مع سنة عادية (322 ملم) وبزيادة 13 بالمائة مقارنة بالموسم السابق (184 ملم) في نفس التاريخ.
وأشار المصدر نفسه إلى أن بداية الموسم عرفت ظروفا مناخية غير مواتية مع تأخر في الأمطار الأولى وعجز كبير في المياه وتوزيع زمني غير مواتي للتساقطات المطرية خصوصا منذ شهر شتنبر الى غاية العشرة أيام الأولى من شهر نونبر 2022، مما أخر توزيع الزراعات الخريفية وأثر سلبا على حالة المراعي. وشهدت فترة العشرة أيام الثانية من نوفمبر 2022 إلى نهاية فبراير 2023 تساقطات مطرية مركزة، مع هطول بعض الأمطار في مارس وأوائل أبريل في بعض المناطق.
وبصرف النظر عن منطقتي الغرب واللوكوس حيث يستمر الري بشكل طبيعي، عرفت الدوائر الكبيرة الأخرى عدة قيود أو حتى توقف الري. وسجلت السدود الكبيرة معدلات ملء منخفضة، لا سيما في منطقتي الحوز وتادلة.
ويعرف الموسم الحالي – يضيف البلاغ- درجات حرارة غير مستقرة، مع حد أدنى منخفض في فبراير ومارس وارتفاع فاق مستويات الموسم السابق ابتداء من شهر أبريل.
وأشار المصدر نفسه، إلى أن الموسم الفلاحي الحالي يندرج في سياق تسلسل مناخي من 5 سنوات صعبة تتميز بتعاقب سنوات جفاف (4 ضمن 5 سنوات الأخيرة).
من جهة اخرى قالت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن ترقيم الأغنام والماعز المعدة للتضحية هذا العام بلغ 2.25 مليون رأس أي 33 بالمائة من العدد المستهدف، حسب ما جاء في بلاغ صادر عنها.
ورغم أن الوزارة لم توضح ما إذا كانت 67% الأخرى متوفرة أم سيتم استيرادها، إلى أنها أفادت بأن عدد الوحدات المحتملة لتسمين وتحضير الأغنام والماعز لمناسبة العيد حوالي يبلغ 214000 وحدة.
وأشارت إلى أن قطاع الإنتاج الحيواني شهد تحسنا ملحوظا مقارنة ب2022 إثر تحسن الظروف المناخية وتنفيذ برنامج التخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية الذي انطلق في مارس 2022. ويضم هذا البرنامج توزيع الشعير المدعم والأعلاف المركبة المدعمة لصالح مربي الماشية، فضلا عن دعم توريد الماشية عبر تهيئة وتجهيز نقط الماء.
وسجلت الوزارة أنه بعد توالي سنوات جافة، يتميز الموسم الفلاحي 23/22 بغطاء نباتي مقبول على مستوى المراعي، لا سيما في الجنوب وتيمحضيت والمناطق الجبلية.
وبالإضافة إلى ذلك، مكنت الإجراءات المتخذة لتعليق الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة، من احتواء الزيادة في أسعار اللحوم. كما شهد قطاع الحليب انتعاش ا ملحوظا لبدء استرجاع توازنه.
وأشارت الوزارة إلى أن الحالة الصحية للقطيع تعتبر مرضية، مبرزة أنه يتم التتبع الصحي للقطيع بصفة منتظمة من قبل مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) والأطباء البيطريين الخواص المعتمدين من طرف أونسا.