شهدت مدينة مكناس انطلاق أشغال بناء محطة سككية جديدة، في إطار مشروع طموح يقوده المكتب الوطني للسكك الحديدية، يهدف إلى إعادة رسم ملامح النقل السككي وتعزيز جودته وربطه بآفاق التنمية الحضرية والاقتصادية.
الورش، الذي رُصد له غلاف مالي يتجاوز 170 مليون درهم، لا يقتصر فقط على بعده التقني أو اللوجستي، بل يحمل في طياته رهانات كبرى تتعلق بتحسين تجربة السفر وتعزيز الربط بين المدن، خصوصاً على مستوى المحور الاستراتيجي القنيطرة–فاس، أحد الشرايين الحيوية في شبكة السكك الحديدية الوطنية.
ويُنتظر أن تتحول المحطة الجديدة إلى مركز دينامي داخل المدينة، بفضل تصميمها الذي يدمج خدمات النقل بمرافق تجارية وخدماتية عصرية، ما من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة أمام المستثمرين ويضخ دماءً جديدة في القطاع السياحي بمكناس، المدينة العريقة التي تسعى إلى استعادة بريقها الاقتصادي والعمراني.
هذا المشروع لا يأتي بمعزل عن السياق الوطني، بل يندرج ضمن رؤية شمولية تروم تحديث وسائل النقل العمومي، وتكريس مبادئ الاستدامة، وتحقيق التوازن بين التقدم التقني والمردودية الاجتماعية.
محطة مكناس، بهذا المعنى، ليست فقط مبنى قيد التشييد، بل هي إشارة إلى تحول قيد التحقق، وإلى مستقبل يربط بين السرعة والراحة، وبين التنمية المحلية والانخراط في الأجندة الوطنية الكبرى.