سناء البوعزاوي
المدرسة هي البيت الثاني، الذي يجعل من العلم سلاحا، ويجعل تفكير الفرد ينضج وهي التي تحتضن وترعى رعاية الأم لأبنائها وتعد شعبا طيب الأعراق إذا أحسنت التربية والتلقين وحاربت الأخلاق السقيمة وزرعت القيم النبيلة، فمن فتح مدرسة، أقفل سجنا.
لكن الإنسان الذي تعلم في المدرسة فقط فهو إنسان غير متعلم كفاية، كما تحدثنا في مقالنا السابق، من الواجب على كل أم وأب تأطير وتهييء المناخ المناسب في المدرسة الأولى، ألا وهي مدرسة المنزل لتكون الظروف متوفرة لإنجاح الدخول المدرسي الجديد في ظل ظروف الجائحة الحالية.
فكيف تكون إذن هاته الاستعدادات، وكيف يخلق الآباء والأمهات أجواء مناسبة وسعيدة لاستقبال الدخول المدرسي بكل حب وشغف لتحصيل العلم؟
بادئ ذي بدء، يجب على كل أم وأب في كل بيت أن يقوما بجلسة صغيرة مع الأبناء وإعطائهم طاقة إيجابية لكي تكون لهم ثقة كبيرة في نفوسهم، مع شرح بسيط لهم لكافة الخطوات لانطلاق الموسم الدراسي؛ مثلا أنهم سيتعرفون على أساتذتهم في كافة المواد، وأنهم سيلتقون ربما بأصدقائهم القدامى أو أنهم سيلتقون بزملاء جدد، أيضا سيتعرفون على مقاعدهم وعلى قاعات دراستهم الجديدة. كل هذا في إطار التدابير الاحترازية الموصى بها من طرف وزارة التربية الوطنية من خلال برنامج ضمان الإنصاف وتكافؤ الفرص والسلامة الصحية. هذا من جهة، من جهة أخرى، يمكن التحدث مع الأبناء، عن مرحلة ابتداء الدروس، والانضباط في الاستماع والإنصات ثم المشاركة، لتكلل مجهوداتهم بالنجاح والتفوق في الامتحان الذي عنده يعز المرء أو يهان.
ولهاته المرحلة بالضبط، نحدد لهم كيفية التألق فيها وكيفية بدء بداية صحيحة ومؤطرة لكي تكون النتيجة جيدة.
فعلى سبيل المثال، يجب التخلص نهائيا وقطعيا من جميع الألعاب الإلكترونية والهواتف طيلة مدة الدراسة، ويستعمل الحاسوب فقط إذا كان لغاية البحث وتحصيل العلم؛ من المهم جداً التفاهم معهم على هاته النقطة من البداية لاجتناب الاصطدامات في وسط السنة. بعد ذلك نحاول ترتيب الكتب ومستلزمات الدراسة ونتعرف معهم على المقررات ونأخذ معا فكرة أولية على محتوى الدروس.
وفي الأخير نتمنى لهم بداية سنة دراسية موفقة، كل هذا من الأفضل والمستحب أن يشارك فيه الوالدان اثناهما لكي نبين لهم أهمية الدراسة بالنسبة للعائلة ككل، ونختمها بالدعاء لهم بالتوفيق والسداد. ولِمَ لا نضيف روحا مرحة للمناسبة ونحتفل ليلة المدرسة بحلوى بسيطة مهيَّأَة من طرف الأم بكل حب وحنان، ليستقبلوا سنتهم الدراسية حلوة وتترسخ لهم ذكريات جميلة ينطلقون بها قدما إلى الأمام.