تم في الآونة الأخيرة توقيف ومحاكمة بعض الأشخاص بتهم تتعلق بالتدوين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولن نناقش في هذا المقام مواقف بعض “المناضلين المغاربة” لأنها معروفة، وتبحث فقط عن الصور الضبابية، ولكن سنناقش مواقف الصحافة الغربية، التي انتقلت من نقل الخبر إلى تحديد الرأي دون معرفة الرأي الآخر.
نموذج هذا الإعلام الغربي وهو كثير وكالة الأنباء الفرنسية، التي نقلت وجهة نظر واحدة بغرض الانحياز ضد المغرب وقتلا للموضوعية. تحدثت عن مول الحانوت الذي تم الحكم عليه بثلاث سنوات، ومول الكسكيطة الذي تم الحكم عليه بأربع سنوات، والحكم على سعيد شقور بسنتين، وتلميذ بمكناس بثلاث سنوات.
كل هؤلاء وآخرون يدخلون ضمن معتقلي الرأي عند الإعلام الغربي. فلنرى وبمنطق الأشياء هل هم معتقلو رأي أم مذنبون؟
مول الحانوت بث فيديوهات على اليوتوب ولايفات يسب فيها المؤسسات والأشخاص كبيرا وصغيرا، كما قام بالتحريض على الكراهية ضد فئة من المواطنين المغاربة، وتجاوز كل الحدود ليس في النقد ولكن في السب والشتم.
مول الكسكيطة بث فيديو على موقع يوتوب يلعن فيه المغاربة ويصفهم بالحمير. وسب جميع المؤسسات وأهان الرموز المغربية. وكثير من المغاربة رفعوا شكاوى ضده، وحتى دون ذلك ينبغي للنيابة العامة أن تتحرك من تلقاء نفسها.
سعيد شقور الذي اعتقل في تطوان، نشر فيديو من داخل المستشفى يسب الأطباء والممرضين والأمن والمؤسسات.
تلميذ مكناس البالغ من العمر 19 سنة وليس قاصرا كما يدعي المغرضون، نشر صورة له مع كلب وهو يرمز لرموز البلاد والمؤسسات.
الرابور لكناوي تم اعتقاله بعد شكاية من مواطنين. لما ظهر في فيديو يصف أمهات وزوجات رجال الأمن بالعاهرات. لكن الوكالة قالت إنه تم اعتقاله لأنه أحد مؤلفي أغنية “عاش الشعب” رفقة ولد لكرية ولزعر.
بعيدا عن المهاترات والمغالطة وصناعة الإشاعة، هناك قانون في المغرب، وهو في الأغلب الأعم لا يختلف عن قوانين باقي الدول باعتبار أن المغرب صادق على أغلب الاتفاقيات المعنية بالحقوق والحريات. وكل هؤلاء تم الحكم عليهم وفق القانون.
قبل أن نتحدث عن الجهة التي تقف وراء المكتوب هل يتقبل الصحفي كاتب الأسطر المذكورة أن ينعته أحد بالكلب أو ابن العاهرة؟ هذه شتائم قاسية غير مقبولة في الاجتماع الانساني وهي غير مقبولة قانونا، خصوصا إذا ارتبطت بالمخزون الاجتماعي..هل يعرف الإعلام الغربي أن الكلب له مدلول قدحي في مخيال المغاربة. أما أن تنعت أحد بابن العاهرة فتلك الطامة الكبرى.
هل يقبلون في الغرب مثل هذه الفوضى؟ ألم يستوعب الأمير مولاي هشام طبيعة القوانين وهو الذي يعيش في الغرب؟ هل يقبل هو نفسه أن يشتمه أحد بل أن يقذفه بنعوت مبتذلة؟
القوانين قاعدة يحتكم إليها الجميع وينبغي الدفاع عنه لا تجاوزه لأن أي تجاوز للقانون يهدد النوع الاجتماعي ويشكل خطرا على التنوع والسلم الاجتماعي.