بهدوءه المعتاد وابتسامته التي لم تفارق محياه، قاد هشام الدكيك، مدرب المنتخب الوطني داخل القاعة، فريقه نحو نصر مستحق على المنتخب الإيراني بنتيجة 4-3.
لكن تلك اللحظات التي أعقبت المباراة حملت مشهداً مختلفاً تماماً، حيث لم يستطع الدكيك، الذي طالما ظهر بمظهر القائد الهادئ، أن يخفي تأثره وانهارت دموعه في لحظة انفجار عاطفي بعد صراع طويل مع الضغط والإكراهات التي رافقت مسيرة الفريق في هذا المونديال.
ما يجعل هذا الإنجاز أكثر استثنائية هو الظروف التي عاشها المنتخب قبل البطولة وأثناءها. فقد دخل الفريق البطولة محرومًا من خدمات لاعبين محوريين، مثل بلال البقالي ويوسف جواد، ليزداد الوضع سوءا مع إصابة ثلاثة لاعبين آخرين خلال المنافسات، أبرزهم خالد بوزيد الذي اضطر لمغادرة مباراة إيران في الشوط الأول.
ورغم هذه التحديات الجسيمة، برع الدكيك في إيجاد الحلول اللازمة والاحتفاظ بتماسك الفريق، كان يعرف أن المواجهة ضد منتخب مثل إيران، الذي يمتلك خبرة كبيرة في هذا النوع من المنافسات، لن تكون سهلة. ومع ذلك، أظهر الفريق الوطني روحاً قتالية قل نظيرها، تأهل من خلالها إلى ربع نهائي كأس العالم للمرة الثانية توالياً.
هشام الدكيك لم يكن فقط مدربًا في هذه البطولة، بل كان قائدًا وشخصًا استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، وأن يخلق من الضغوط طاقة إيجابية دافعة.
ولعل تلك الدموع التي ذرفها بعد المباراة كانت انعكاسًا لكل ما واجهه من صعوبات، ولحظة لتفريغ عبء ثقيل حمله طوال البطولة.
هكذا، وبعد أربع مشاركات في المونديال، يواصل الدكيك وأبناؤه كتابة التاريخ، ويرسخون أنفسهم كأحد أبطال كرة القدم داخل القاعة على المستوى العالمي، مستمدين قوتهم من إيمانهم وثقتهم في قدرتهم على تجاوز التحديات مهما كانت صعبة.