تحوّل مساء أمس السبت، ملعب “5 جويلية” الأولمبي بالعاصمة الجزائر، من مسرح للاحتفال بتتويج فريق محلي بدرع البطولة، إلى موقع مأساوي، بعد انهيار جزء من الحواجز العلوية للمدرجات، مما أدى إلى سقوط عدد من المناصرين في حادثة دامية هزت الرأي العام الجزائري.
وبحسب المعطيات الأولية التي توصلت بها مصادر محلية متعددة، فإن الحادث وقع مباشرة بعد إطلاق صافرة نهاية المباراة ، حيث اندفع عدد كبير من المشجعين إلى المدرجات العلوية للاحتفال، قبل أن تنهار حواجز الحماية بسبب الضغط، في مشهد مرعب وصفه شهود عيان بـ”الانهيار المفاجئ”.
مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وثّقت اللحظات الأولى للحادث، حيث ظهرت مجموعات من الجماهير تسقط من ارتفاع كبير، وسط صرخات وذهول الحاضرين.
وأكدت مصادر من الحماية المدنية أن الحصيلة الأولية تشير إلى سقوط ضحيتين في صفوف المشجعين، بالإضافة إلى إصابات متفاوتة الخطورة نقل على إثرها عدد من الجرحى إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي.
المأساة أعادت إلى السطح أسئلة حرجة حول وضعية البنية التحتية الرياضية في الجزائر، خاصة ملعب “5 جويلية”، الذي سبق وأن خضع لعدة أشغال ترميم، لكن ذلك لم يمنع وقوع الكارثة.
وأثارت الحادثة غضبًا عارمًا وسط الجماهير، التي تساءلت عن مدى صلابة الحواجز الحديدية، ومدى التزام الجهات المنظمة بشروط السلامة، خصوصًا في المدرجات العلوية التي تعرف اكتظاظًا خلال مثل هذه التظاهرات.
من جانبه، دعا عدد من النشطاء والمسؤولين السابقين إلى فتح تحقيق فوري لكشف ملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات، خصوصًا في ما يتعلق بسلامة المنشأة ومدى أهلية الحواجز الأمنية التي لم تصمد أمام ضغط الجماهير.