تسعى إسبانيا، القريبة تاريخيا من العالم العربي، للدفع باتجاه موقف أكثر ملاءمة للتطلعات الفلسطينية داخل الاتحاد الأوروبي. وهو نهج سيدافع عنه رئيس وزرائها بيدرو سانشيز خلال زيارة يقوم بها للشرق الأوسط.
أكد سانشيز خلال لقاء جمعه بنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس أن “من مصلحة إسرائيل العمل من أجل السلام، والسلام اليوم يتطلب إقامة … دولة فلسطينية قابلة للحياة”.
وأكد سانشيز تأييده “حق” إسرائيل في “الدفاع عن نفسها” بعد “الفظائع” التي ارتكبتها حماس خلال هجومها غير المسبوق في 7 تشرين الأول/اكتوبر الماضي، لكنه أكد “نرفض القتل الأعمى للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”.
شن ت حماس على الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.هجوما غير مسبوق تسب ب بمقتل 1200 شخص غالبيتهم مدنيون، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وتختطف حماس وفصائل فلسطينية أخرى نحو 240 شخصا في قطاع غزة منذ الهجوم.
ومنذ ذلك الحين، تنفذ إسرائيل حملة قصف مدم رة على قطاع غزة أوقعت نحو 15 ألف قتيل بينهم أكثر من 6000 طفل و4000 امرأة، وفق حكومة حماس.
وسيلتقي سانشيز أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان تعهد الأسبوع الماضي بأن تعمل حكومته الجديدة “في أوروبا وفي إسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
يتوجه سانشيز إلى مصر الجمعة. ويرافقه في زيارته نظيره البلجيكي الكنسدر دي كرو الذي سيخلفه في الأول من كانون الثاني/يناير في رئاسة الاتحاد الاوروبي الدورية.
يرى إساياس بارينادا، الأستاذ في جامعة كومبلوتنسي بمدريد أن سانشيز الذي سعى لسنوات إلى محاولة تعزيز مكانة اسبانيا الدولية، يأمل في أن يكون لموقفه “تأثير مضاعف” على بقية دول التكتل الاوروبي. بينما تتعرض الدول الغربية لانتقادات في العالم العربي حيث تعتبر مؤيدة لإسرائيل أكثر من اللازم.
في 2014، تبنى البرلمان الإسباني بالاجماع تقريبا قرارا غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقامت دول صغيرة في اوروبا مثل السويد ومالطا ورومانيا والمجر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. ولكن حتى الآن، لم تقم أي دولة كبرى في الاتحاد الاوروبي بهذه الخطوة.
ويوضح بارينادا أن سانشيز الذي عين وزيرة مولودة لأب فلسطيني في حكومته الجديدة، يملك “فرصة” وأيضا “الكثير من الضغوط” للتحرك في هذا الاتجاه، لا سيما من جناحه اليساري والرأي العام.
ويترأس سانشيز حكومة أقلية ائتلافية بالتحالف مع حزب سومار اليساري المتشدد.
واعترف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وهو وزير خارجية سابق في حكومة سانشيز، أن الصراع “موضوع مثير للانقسام للغاية” في اوروبا، واسبانيا من الدول التي لديها “تعاطف أوضح مع العالم العربي”.
اسبانيا القريبة جغرافيا إلى شمال افريقيا، لجأت إلى الدول العربية خلال دكتاتورية فرانكو (1939-1975) بهدف الالتفاف على عزلتها في الغرب، بحسب البروفسور في العلاقات الدولية في جامعة برغوس، خوان توفار.
ولم تقم اسبانيا علاقات رسمية مع اسرائيل الا في عام 1986. وجاء ذلك بعد توترات لمعارضة الدولة العبرية انضمام اسبانيا للامم المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب روابط مدريد الوثيقة مع المانيا النازية، كما يذكر بارينادا.